يحلو للبعض أن يصور المجال الرياضى وكأنه ساحة للحرب بين المتنافسين.. هذا الاعتقاد تشعله نار التعصب، سواء ما بين الجماهير أو من خلال السوشيال ميديا ووسائل الاتصال الحديثة التى أصبحت أسرع من الصوت وتصل إلى المتلقى فى ثوان معدودة.
من هنا يبدأ إشعال الفتن وتسخين المواقف، وهذا ما نراه بصفة دائمة بين أقوى المتنافسين على مستوى الأندية، فكتائب الأهلى جاهزة لتوجيه سهامها لكل المتنافسين، وكتائب الزمالك تحمل الوسائل الدفاعية وتحولها إلى هجومية وقت اللزوم، وباقى الأندية قد تقف بعيداً للمتابعة ثم تتحول إلى عدو لدود عندما تجد نفسها فى قلب المعركة.
لقاء الأهلى وبيراميدز خير دليل، بعد أن كان اللقاء السابق فوق فوهة بركان.. أولها فى أصوات جماهير الأهلى التى لا تتنازل عن الفوز مهما كان المنافس.. وآخره فى أحضان بيراميدز الذى يطمع فى الدورى لأول مرة، معتمداً على كتيبة من النجوم هو الآخر.
المباراة السابقة مرت على خير وبفوز الأهلي.. المهم انها انتهت دون مشاكل ومن خلال تحكيم أوروبي.. وكانت المحصلة تقدم الأهلى خطوة نحو مقدمة الدوري، وتراجع بيراميدز خطوة عن الأهلى الذى مازالت أمامه خطوات فى مشواره.
اللقاء ليس سهلاً فى مشوار الفريقين، لأنه الخطوة الأهم لكليهما.. فلو فاز الأهلى سيقترب كثيراً ولو مؤقتاً، وسيغيب بيراميدز عن مشهد المقدمة.. وأظنها باتت قريبة من الأحمر.
المشكلة فقط، حالة تمثيل بعض اللاعبين لدور المحب الولهان المتعصب لناديه، رغم أنهم جميعاً وبلا استثناء فى لحظة غضب أو تمرد على الهرب أو عدم المشاركة يقولون ما قيل فى الخمر عن المدرب ويبحثون فوراً عن فريق آخر بديل!.. «ابحث عن المصلحة»!
نريد للكرة المصرية أن تظهر بشكل متحضر وراق بين الأهلى وبيراميدز، مهما كانت النتيجة ومهما كان اتجاه اللقب.
نريد من الجماهير الحمراء الغفيرة التى تساند فريقها بحب وتدافع عنه مهما كانت النتائج، أن تكون واعية فى تشجيعها.. نموذجية فى التعبير عن هذا الحب الجارف.
لا تنسى أن لقاء السوبر الأفريقى اقترب بين الأهلى والزمالك فى السعودية.. وهناك تمتلئ المدرجات بجماهير الناديين من المصريين والأشقاء العرب، لتعكس الكرة المصرية صورة كاملة عن المصريين وتفوقهم الكروى.
المهم، أن يكون أبطال المسرحية من نجوم الأهلى وبيراميدز بعد ساعات، أو الأهلى والزمالك فى السوبر الأفريقي، خير ممثلين لنا للكرة المصرية دون احتجاجات مستمرة على التحكيم أو خشونة متعمدة من اللاعبين لإثبات الحب والانتماء والإخلاص أمام الجماهير ولكسب ود المدربين.
نريد صورة طيبة للكرة المصرية تخرج منها الجماهير الغفيرة «راضية مرضية» عن المستوى والعطاء، لتكون بشرى طيبة قبل انطلاق أولى مباريات منتخبنا الأوليمى فى دورة باريس.. قولوا يارب.