دائماً ما يبحث الإنسان عن التغيير فى الحياة من أجل كسر حالة الجمود التى قد تصيبه بالاكتئاب فيأتى التغيير كرغبة فى التجديد ربما تلقى بظلالها على مجريات الأحداث وتستنبط العزيمة وتشحذ الهمم من جديد إلا أن التغيير الوزارى للحكومة الجديدة لابد ألا ينظر له بنفس المعنى لما يعلق عليه الشعب من آمال كبيرة تعود على المواطن.
إن ما تحمله الشعب الفترة الماضية يستحق حكومة تحقق طموحاته وتلبى متطلباته فى حياة كريمة بكل ما يحمله المصطلح من معان لذا لابد أن تسلم كل حقيبة وزارية لمن يستطيع إدارتها بشكل جيد والخروج من عنق الزجاجة لآفاق واسعة تكون من خلالها الأفكار والأطروحات القادرة على صياغة مشهد أفضل.
لا نستطيع إنكار ما شهدته مصر من خطط تنمية على مدار الفترة الماضية وما تحقق من مشروعات تنموية هى بلا شك طفرة فى تاريخ الوطن لكن آن الأوان أن تتحول بعض هذه المشروعات لمصادر للدخل نستطيع معها استكمال ما بدأناه فهذا أمر فى غاية الأهمية حيث من غير المقبول أن يأتى الوزراء الجدد بخطط تلغى مجهود من سبقوهم بل لابد من التوقف وتقييم الفترة الماضية ووضع الركائز الأساسية والانطلاق سريعاً حتى من يحالفه الحظ ويكتب له الاستمرار عليه البحث عن خطط أكثر إرضاء لطموح المواطن.
الصيف الماضى ذهبت لزيارة متحف الحضارات ولا أنكر أننى استمعت بالزيارة بكل ما جاء بها من تفاصيل نفس الحال كنت عليه وأنا أزور متحف شرم الشيخ الصيف قبل الماضى وسعدت لما وجدت عليه المرشدين فى المكان من ثقافة جعلتنى انتبه لكل كلمة تذكر عن تفاصيل وتاريخ المعروضات لكن ما أحزنى أن كل المتواجدين فى المكان كانوا من المصريين الأمر الذى يعنى أننا نجحنا فى إنشاء مجموعة على أعلى مستوى من المتاحف بما تضمه من كنوز مصرية لكن لم يأت التسويق الخارجى لها بالشكل الذى ينجح فى تحقيق الهدف منها وهكذا هو الحال مع الكثير من الخطط والمستهدفات.
أزعم أن التعليم والصحة أولوية فى خطة تنمية أى دولة ويجب أن نعترف أن الملفين بهما الكثير من القصور والأمر يفوق إمكانيات أى وزير لذا لابد أن يضع الوزير الذى سيأتى لحمل حقيبة التعليم أو الصحة سواء كان الحالى أو من يخلفه استراتيجية قومية تساهم فى إحراز نقاط من التقدم فى كلا الملفين تكلل ما قامت به الدولة من جهود من خلال ما أطلقته من مبادرات ساهمت بشكل كبير فى مكافحة والقضاء على الكثير من الأمراض والفيروسات وإعلان مصر خالية منها وفى مقدمتها فيروس «سى» ،كذلك الحال فى التعليم فمع ما تم بناؤه من مدارس ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة كذلك مع التوسع الذى حدث فى إنشاء الجامعات الأهلية لابد أن تحرز مصر مركزاً متقدماً فى التعليم.
يريد المواطن حكومة تسمع له ووتتجاوب معه وتشركه فيما تتخذه من قرارات ..يريد المواطن حكومة تعمل لصالحه وتحقق أهدافه ..يريد المواطن تفاعل مع ما يطرحه من أفكار وإيجاد المنابر التى تمكنه فى الوصول للمسئولين وطرح ما قد يساهم فى إيجاد رؤى تصوغ أفكاراً أكثر قدرة على الإصلاح ..يراودنى الأمل أن أذهب للسوق لشراء احتياجاتى وأجد وزير التموين بجوارى يتأكد من التزام الباعة بالأسعار، أو أستقل القطار فيركبه وزير النقل ليتأكد من انتظام مواعيده أو أذهب للمحكمة فيقابلنى وزير العدل وقد جاء للتأكد من سهولة إجراءات التقاضى ..
>> خلاصة القول: نريد وزراء وسطنا يسمعون إلينا ونطمئن لما يتخذونه من قرارات.