في 5 أكتوبر من كل عام نحتفل باليوم العالمي للمعلّمين، وبالدور المحوري الذي يضطلع به الأساتذة في إعداد مفكّري المستقبل، ونعيد التأكيد على أهمية نشر التعليم الذي يركّز على الإبداع وتمكين المهارات وتخصيص التعلّم إضافة إلى الشمول والاستدامة والأمن.
ودائمًا ما يشغل الأسر المصرية في بداية العام الدراسي هو تلبية احتياجات أبنائهم الطلاب، أو ما يعرف بـ”قائمة السبلايز” من أدوات مدرسية ووسائل تعليمية منها الإلكتروني ومنها الورقي.
ولكن السؤال الذى يفرض نفسه ما هى احتياجات المعلّمين التقنية، التي يجب توافرها لضمان وصول الجميع إلى تعليم عالي الجودة.
فبحسب اليونسكو، يبرز نقص في عدد المعلّمين يوازي الـ44 مليونًا على مستوى العالم، وبالتالي لابد من ضرورة توفّر التدريب الجيد والدعم لهم والتأكيد على أهمية نيلهم التقدير اللازم من أجل تحقيق أهداف خطة عام 2030، بالتالي يجب توفر بيئات تعليمية تغذّي الفضول لدى الطلاب وتحثّهم على الإبداع بحيث يمكنهم تطوير المهارات الأساسية والنمو ضمن بيئة آمنة وشاملة.
برنامج “المدارس الرقمية” خطوة جريئة نحو تطوير منظومة التعليم في مصر، لتحقيق نقلة نوعية في العملية التعليمية، من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات والأساليب التدريسية العالمية، عبر توفير منصة رقمية شاملة، لتسهيل الوصول إلى الموارد التعليمية عالية الجودة، وتشجيع الابتكار والإبداع في مجال التعليم.
فلم يعد التعلّم يقتصر على نقل المعلومات ولاسيما في عصرنا الحالي سريع التغيّر، ولكن في كيفية مساهمة المعلّم في تغيير المشهد التعليمي، وتبرز هنا أهمية لجوء المعلّمين إلى إثارة فضول طلابهم وتحفيز إبداعاتهم، وتشجيعهم بالتالي على التعبير عن وجهات نظرهم الخاصة وإطلاق العنان لمخيّلتهم واستخدام كامل إمكاناتهم.
فالمعلّمين يؤدّون اليوم دوراً محورياً فيما يتعلّق بإعداد الطلاب لمواجهة التحديات المستقبلية بعد مغادرتهم المدرسة، ويسهم الابتكار التكنولوجي في تعزيز المهارات الأساسية لدى الطلبة مثل التفكير النقدي والتعاون والتواصل، ويمكن للطلاب بمختلف مواهبهم واهتماماتهم الاستفادة من تطبيق أحدث التقنيات لتطوير مسارات تعليمية مخصصة تتيح لهم تحقيق كامل إمكاناتهم.
الدولة تسعى إلى وضع التقنيات الحديثة بمتناول المدارس والجامعات وتمكين المعلّمين من إنشاء بيئات تعليمية تتيح لهم وللطلاب على حدّ سواء التواصل والتعاون والمشاركة في أيّ مكان يتواجدون فيه.
فيجب الاستماع إلى احتياجات المعلّمين وتلبيتها، وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية وتوفير دروس مجانية في المجالات التقنية والتحول الرقمى.