منذ أن تولى «نتن ياهو» رئاسة حكومة تل أبيب فى 1996 وحتى الآن وهو لم يتخل عن اعتقادين سياسيين يتحكمان فى الرؤية الإسرائيلية ومكانتها فى المنطقة.. الأول كراهية العرب والفلسطينيين بصورة خاصة والترويج أنه ليس هناك شعب فلسطينى من أساسه وقد ظهر ذلك فى سياسات التوسع غير المحدود على أراضى العرب فى سوريا ولبنان وأراضى فلسطين فى الضفة الغربية وغزة.. والثانى التوظيف السياسى للخرافات الدينية التى تلهب مشاعر اليهود والقوى الصهيونية فى العالم والإسراع فى دعم خطط التوسع الإقليمى الإسرائيلي.
من ينظر بتمعن فى إستراتيجية بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية يؤكد أن الهدف ليس فقط احتلال الأرض وإنما تفريغها من الفلسطينيين وجعل حلم دولة فلسطينية مستحيل التحقيق.
وبما أن الهدف واضح فإن الحرب فى غزة مستمرة والصراع المسلح فى المنطقة العربية مرشح للاتساع ليغطى مساحة كبيرة وممتدة فى المنطقة بأكملها وجهود وقف الحرب أو حل الدولتين فشلت بعد مسلسل الاغتيالات لقادة حزب الله وحماس.
هذا ما خطط له نتنياهو مع حكومته المتطرفة ونفذه قبل وبعد زيارته لأمريكا ولم يتلق لوما من الأمريكان بل ان المندوب الأمريكى فى مجلس الأمن الذى اجتمع لبحث اغتيال إسماعيل هنيه فى طهران بدلاً من أن يلوم إسرائيل وجه كل اللوم لإيران التى انتهكت سيادتها فى عملية الاغتيال.
يحدث كل هذا والقتل مستمر فى غزة والاستيلاء على أراضى الضفة متواصل ونتنياهو طالما ضمن الدعم والمساندة الأمريكية لا يكترث للاستنكار الشعبى دولياً ولا الغضب العربى لما يحدث فى حق أطفال ونساء وشباب غزة من قتل وبطش وتدمير وتجويع وتعذيب.
>>>
إن عملية اغتيال هنية تؤكد أن الموساد الإسرائيلى يتلقى دعماً سرياً من مخابرات أمريكية وحلف الناتو واغتياله فى طهران يفتح أبواب الجحيم للانتقام الذى لم يعد مقصوراً على الصراع بين حماس وحزب الله وإسرائيل بل أصبحت إيران حالياً فى قلب المعركة المباشرة.
تل أبيب ترتكب أبشع عمليات الإبادة الإجرامية فى غزة وقبل أن تتوقف الحرب بدأت إسرائيل سيناريو الحرب الجديدة الشاملة التى يمكن أن تمتد نيرانها من لبنان إلى إيران وبالتالى فإن تل أبيب فى حالة حرب للأبد وتخطط للحرب القادمة قبل أن تسكت المدافع فى الحرب الجارية والهدف واضح كما سردناه.
<< خلاصة القول:
إن عمليات الاغتيالات التى تمت سوف تكون لها تداعياتها على الأمن والاستقرار فى المنطقة ودليل قاطع على التصعيد الذى قد يؤدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية واتساع نطاق العمليات العسكرية لتدخل حرب اقليمية نتيجة هذا التصعيد الخطير الذى يؤكد أن اسرائيل دولة ارهاب وغير راغبة فى السلام ولا معالجة القضية الفلسطينية انما تصفيتها والقضاء عليها.. هذا ما تريده إسرائيل وحذرت منه مصر ومازالت فى كافة المحافل الدولية من استمرار الصراع والعدوان الإسرائيلى الغاشم الذى قد يجر المنطقة لحرب مدمرة وطالبت بتحكيم صوت العقل ووقف الحرب وحل الدولتين من أجل أمن واستقرار الشعوب.
<< صدق الإمام علي:
يأتى على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها فى اعتزال الناس وواحدة فى الصمت.