لا يخفى على أحد حجم نتائج بعثتنا الأولمبية فى باريس، وما تمثله من قدر التوقعات التى سبقت الدورة، أو حتى مقارنة بغيرنا من الدول المشاركة سواء من المجموعة العربية أو حتى الأفريقية.. ولكن لا يجوز النظر إلى ما جرى بعين سوداوية، وإلقاء كرسى كبير الحجم فى فوانيس وكشافات الرياضة المصرية والتى تعمل بكفاءة عالية على مدار السنوات الماضية.
حتى تتم مراحل إعادة البناء كما يجب، علينا أولا التسليم بأوجه القصور والتقصير التى تعانى منها الرياضة حاليا، ثم وضع اليد عليها جيدا والاعتراف بكل ما يرتبط بها من عوامل ومقومات، وقائمة المتسببين فيها بصرف النظر عن أسمائهم ومقاعدهم.. ثم تحديد مسئولية كل منهم وتقييم موقفه، وبحث البدائل المتاحة والقادرة على تصحيح الأخطاء، وتحويل المعوقات لبنود وعوامل داعمة ومؤثرة فى البناء.
المتابع الجيد للأحداث والتطورات وقوائم البطولات، ونتائج المقارنات الدائرة بين نتائج أولادنا وغيرهم من أبناء البلدان المجاورة والصديقة والمرتبطة معنا بعلاقات جعرافية وانتماءات إقليمية وقارية.. يلمس مدى التراجع الواضح فى بعض الألعاب الرياضية، رغم توفير كل مقومات النجاح الخاصة بها، من دعم معنوى ومادى وتنظيم واستضافة العشرات من بطولات العالم والمسابقات الدولية الكبري، ومساعدة الكثيرين من أبناء اللعبة للتشعب والتوسع فى عضوية اللجان والاتحادات الدولية والقارية، لخدمة اللعبة ومصالحها وتطورها.
للأسف، انصب تركيز الغالبية على دعم المصالح الشخصية وضم المزيد من الكراسى والمقاعد الخارجية، وما تمثله هذه المراكز أو المقاعد من مردود مالى معروف لأصحابه، وتجاهل الهدف الأساسى من وجودهم، وهو دعم اللعبة والسعى وراء ظهورها بالشكل المناسب، بخلاف دخول غالبيتهم فى معارك شخصية مع من سبقوهم أو مع الطامعين فى مقاعدهم أو تصفية حسابات قديمة بشكل أو بآخر.. فتاهت الأهداف الحقيقية وتوارت خلف هذه الحروب.
لا خلاف حول حاجة الرياضة المصرية لوجوه جديدة وقادرة على الصمود أمام التحديات الحالية، وتغير خريطة الرياضة من حولنا، وظهور عمالقة فى ألعاب كانت السيادة فيها لنا على مدار سنوات طويلة.. وهجرة المدربين والخبراء وانضمامهم لمدارس أخرى خارج مصر والعودة بعناصر قوية تنتزع الألقاب والميداليات من بين أيدينا.. خريطة داخلية جديدة تكفى للتصدى لكل هذه المظاهر، والعودة مرة أخرى لما يليق بنا من نتائج إقليميا ودوليا.