كشفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن السفينة «مادلين» على بُعد أميال من غزة، مشيرة إلى أن النشطاء على متن السفينة يواصلون الإبحار رغم التهديدات، حاملين رسالة العالم إلى المحاصرين.
فى الوقت نفسه، دعا برلمانيون أوروبيون إلى توفير ممر آمن لسفينة تحالف أسطول الحرية، الذى يهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يعانون من الجوع تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية.
شاركت ريما حسن، العضوة الفرنسية فى البرلمان الأوروبى المتواجدة على متن السفينة، على منصة «إكس»، رسالة مفتوحة وقعها أكثر من 200 عضو فى البرلمان الأوروبي. طالبوا فيها، بضمان سلامة ركاب سفينة «مادلين» الحرية، التى تتجه لتسليم المساعدات إلى غزة، وضمان مرور السفينة بشكل آمن ودون عوائق إلى غزة، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة على الفور.
كانت السفينة «مادلين» التابعة لتحالف أسطول الحرية أبحرت من صقلية وعلى متنها مجموعة مؤلفة من 12 ناشطا، بينهم الناشطة السويدية جريتا ثونبرج، والممثل الأيرلندى ليام كانينجهام. ويقولون إنهم يريدون جلب إمدادات إغاثة تشمل غذاء الأطفال والدواء للأشخاص المحتاجين فى قطاع غزة. ويرغبون فى نفس الوقت أن يلفتوا الانتباه الدولى إلى الوضع الإنسانى على الأرض.
يأتى هذا بينما، أكد المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة عبر بيان له على دور الأمم المتحدة المحورى فى إيصال المساعدات مشيرا إلى استعداده لتأمين وصول المساعدات لأهل القطاع وحمايتها.
جددت حكومة القطاع تأكيدها على «أن البدائل المطروحة لما يُسمى بـ «المساعدات الإسرائيلية ـ الأمريكية» التى يشرف عليها ويتبناها جيش الاحتلال، قد أثبتت فشلها الذريع على كل المستويات، بعد أن اتسمت هذه المشاريع المُسيَّسة بغياب الشفافية ووقعت فى فخ الانحياز، وانتهكت أبسط معايير العدالة والكرامة، وتحولت إلى أدوات دعائية لا تستجيب للاحتياجات الفعلية للسكان المدنيين ولكل فئات المجتمع.
حمل بيان المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسرائيل المسئولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية، كما اعتبر الإدارة الأمريكية التى توفر له الغطاء السياسى والعسكرى والمالى شريكا رئيسيا فى جريمة التجويع الجماعى التى ترتكب بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطينى مدني، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى الإنساني، واتفاقيات جنيف، وكل الأعراف والمواثيق الدولية، حسب البيان.
دعا البيان الفلسطينيين إلى المساهمة فى حماية قوافل الإغاثة ومنع أى اعتداء أو انحراف فى مسارها حتى تصل إلى أصحابها الحقيقين من الأسر الجائعة والمشردة التى دفعت الثمن الأكبر فى هذه الحرب العدوانية، مؤكدا على ضرورة تكامل الجهود الرسمية والشعبية لأنها صمام الأمان فى هذه المرحلة الحرجة.
من جانبها نقلت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، شهادة ناجين من مجازر الجوعى فى غزة تحدثوا فيها عن إجبارهم على الزحف للنجاة وسط إطلاق نار كثيف من الجيش الإسرائيلي، مطالبة بالعودة إلى إيصال المساعدات لقطاع غزة عن طريقها.
أكدت «الأونروا» أن أناسا جياع أجبروا على الزحف على الأرض، وسط إطلاق نار كثيف، فى محاولة يائسة لتأمين طعام لعائلاتهم، فقط ليجدوا أنفسهم يغامرون بحياتهم ويغادرون دون أن يحصلوا على شيء. وأضافت: «يجب أن نعود إلى إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع إلى جميع سكان غزة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما فى ذلك الأونروا.
من جانبها، قالت مصادر طبية إن كميات الوقود بمستشفيات غزة لا تكفى إلا ليومين فقط، إضافة إلى أن المصابين يواجهون صعوبة فى الوصول للمستشفيات. وحذّرت المصادر فى غزة من انهيار كامل ووشيك للمنظومة الصحية، فى ظل استمرار الحرب على القطاع وسط نقص حاد فى الوقود والمستلزمات الطبية.
أعلن مدير التمريض فى مجمع ناصر الطبى أن المستشفى يتجه إلى الخروج عن الخدمة خلال الساعات القادمة، نتيجة توقف الأجهزة ونفاد الإمدادات، مؤكداً أن الطواقم الطبية تواصل العمل فى ظروف مأساوية دون توفر أدنى مقومات الحياة، حتى أنها لا تجد ما تسد به جوعها. وأضاف: «أجرينا عمليات جراحية دون كهرباء، فى مشهد مأساوي، ولا وجود لأى مستلزمات طبية.
فيما يتعلق بالوضع الميداني، أعلنت حركة حماس أنها تدير حرب استنزاف ردا على الإبادة ضد المدنيين وتفاجئ الاحتلال بتكتيكات ميدانية. وأكدت الحركة أن الحرب التى أرادها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بلا نهاية ستكون نهايته السياسية والشخصية، وأن النصر المطلق الذى يتحدث عنه نتنياهو ليس سوى وهم يضلل به جمهوره.
أضافت أنه لا حل إلا عبر صفقة شاملة وهو ما يرفضه نتنياهو، وأن تصعيد الاحتلال عمليته العسكرية يفاقم خسائره ويدفع محتجزيه نحو المجهول.
يأتى هذا بينما، واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 83 لعودة الحرب والذى يوافق ثالث أيام عيد الاضحى المبارك مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي.
أفادت مصادر طبية باستشهاد 21 مواطنا فلسطينيا فى غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» عن المصادر قولهـا إن 8 مواطنين استشهدوا فى قصف الاحتلال على جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وحسب الوكالة استشهد 4 مواطنين وأصيب 70 آخرون بنيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات غرب المدينة. كما نسف الجيش الإسرائيلى منازل مواطنين ومنشآت فى جباليا شمال القطاع وشرق مدينة غزة. وارتفعت حصيلة العدوان إلى 54772 شهيدًا و 125834 مصابًا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023 م. وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت «4497 شهيد، 13793 مصابًا».