يأتى احياء ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى «2020-1931» للتأكيد على الدور الذى تلعبه السينما والفنون فى تطور المجتمع، وهى وظيفة لايدركها للاسف الكثير من صناع السينما، فقد كانت الفنانة ماجدة حريصة على تقديم انواع مختلفة من الافلام القادرة على جذب قطاعات اكبر من الجمهور، فقد قدمت فى بداية رحلتها مع السينما عدداً من افلام «الميلودراما» مع المخرج الراحل حسن الامام مثل: «أنا بنت ناس» 1951 و«فى شرع مين» 1953 و«بائعة الخبز» 1953. وكان الجمهور فى تلك الفترة يسعد كثيراً بهذا النوع من الافلام.
وبعد ثورة يوليو 1952 اهتمت السينما بالافلام الاجتماعية والسياسية مثل افلام «الله معنا» و«مصطفى كامل» اخراج احمد بدرخان، وفيلم «جميلة» عام 1958 اخراج يوسف شاهين وهو الفيلم الذى ساهم كثيراً فى شهرة ماجدة على المستوى العربى، بل على المستوى العالمى لان «جميلة» شارك فى العديد من مهرجانات العالم مثل «مهرجان موسكو» و«برلين» ولفت الانتباه إلى عدالة قضية الشعب الجزائرى ورغبته فى التحرر من الاستعمار الفرنسى.
واتجهت ماجدة إلى الافلام المأخوذة عن القصص الأدبية مثل «اين عمرى» لاحسان عبدالقدوس و«السراب» لنجيب محفوظ و«الرجل الذى فقد ظله» لفتحى غانم و«النداهة» ليوسف ادريس و«العمر لحظة» ليوسف السباعى، ومن الادب العالمى فيلم «الغريب» مع الفنان الكبير يحيى شاهين المأخوذ عن رواية «قصة مدينتين» لتشارلز ديكنز.
واهتمت ماجدة بالمشاكل الاجتماعية للمرأة فى عصرها مثل التصدى لظاهرة زواج القاصرات، وتفرقة الاسرة فى معاملة البنت والولد مثل فيلم «المراهقات» للمخرج احمد ضياء الدين الذى قدمت معه 8 افلام اجتماعية مثل: «مرت الايام» و«دعونى اعيش» و«أين عمرى» وهو اكثر المخرجين الذين عملت معهم ماجدة، وقد اهتمت ايضاً بالفيلم الدينى وقدمت مع المخرج احمد الطوخى فيلمى «انتصار الاسلام» و«بلال مؤذن الرسول» ثم مع المخرج ابراهيم عمارة قدمت فيلم «هجرة الرسول».
ولم تنس ماجدة الاهتمام بالافلام الجماهيرية التى تحرص على تقديم الترفيه من اجل اسعاد الجماهير مثل فيلم «دهب» عام 1953 مع الفنان الكبير انور وجدى والطفلة الموهوبة فيروز، ومع فريد الاطرش فى فيلم «لحن الخلود» اخراج بركات عام 1952 ومع عبدالحليم حافظ فى فيلم «بنات اليوم» عام 1957 ومع فرقة رضا للفنون الشعبية وفيلم «اجازة نصف السنة» عام 1962 وفيلم «بياعة الجرايد» عام 1963 مع المخرج حسن الامام.
لذلك فإن احياء ذكرى رحيل الفنانة ماجدة هو بمثابة تحية للسينما التى تقدم المتعة والفائدة لجماهير المشاهدين، السينما الحريصة على التنوع لارضاء اذواق الجمهور سواء فى مصر او فى البلاد العربية، وهى السينما التى تعيش لسنوات وسنوات وتخاطب اجيالاً وراء اجيال.