اختتم “مؤتمر صعوبات التعلم” الذي نظمه مركز الشارقة لصعوبات التعلم فعاليات نسخته الرابعة التي عقدت تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي.
وناقش المؤتمر الذي عقد تحت شعار “تحديات مشتركة، حلول مبتكرة”، التحديات التي تواجه الطلاب ذوي صعوبات التعلم، من خلال 20 ورقة عمل علمية و4 ورش عمل قدمها نخبة من الخبراء والمختصين.
أوصى المؤتمر الذي أقيم في أكاديمية الشارقة للتعليم خلال يومي 12 و13 أكتوبر الجاري بأهمية تبني نظام تقييم دوري وشامل للخطط والتجارب التعليمية الموجهة لذوي صعوبات التعلم، واعتماد وسائل قياس حديثة ومصادر علمية مفتوحة على المستوى العالمي لضمان تحسين الأداء التعليمي وتطويره بشكل مستدام.
كما طالب المؤتمر بضرورة مواءمة الحلول التي توصلت إليها الدراسات والتجارب في هذا المجال، وفحص السياسات والممارسات العالمية وتكييفها بما يتناسب مع الاحتياجات الخاصة للمجتمع المحلي، وإجراء المزيد من البحوث حول فعالية أدوات الكشف والتشخيص في مختلف البيئات العربية وتقنينها لضمان تلبيتها لأفضل المعايير.
تركيز على البرامج الوقائية
وأكدت الدكتورة هنادي السويدي، مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم، أن المؤتمر نجح في تقديم توصيات مهمة تهدف إلى تحسين جودة التعليم والتشخيص للأفراد ذوي صعوبات التعلم، بالتركيز على البرامج الوقائية في مرحلة الطفولة المبكرة، والتي تتضمن مهارات الطفل ما قبل اللغة مثل الانتباه والتركيز والإدراك والتفاعل الاجتماعي والتقليد، باعتبارها عناصر حيوية لتقليل مخاطر التعرض لصعوبات التعلم، فضلًا عن تأكيد التوصيات على أهمية تأهيل الكوادر التربوية والمتخصصين وتدريبهم على مهارات الكشف والتشخيص واكتساب المزيد من الخبرات اللازمة في هذا المجال، وإشراك أسر الطلبة ذوي صعوبات التعلم في الخطط العلاجية لأبنائهم، وتلبية احتياجاتهم بالتوازي مع توفير الدعم اللازم.
وأضافت الدكتورة هنادي السويدي أن المؤتمر سلّط الضوء على مختلف جوانب صعوبات التعلم، من خلال منصات حوارية جمعت خبراء ومختصين قدموا خلاصة معارفهم في مجال تعزيز جهود تمكين هذه الفئة من الطلبة من كافة المستويات العمرية، من خلال استعراض ومناقشة أحدث وسائل القياس والتشخيص النفسي والتربوي، وخصوصاً أن هذا المحور لا يزال قابلًا لإجراء المزيد من البحوث والدراسات التي تؤكد على دور ومستوى وعي الأسرة والمعلمين بأهمية الكشف المبكر عن صعوبات التعلم في وضع الحلول، على اعتبار أن التشخيص يمثل الخطوة الأساسية التي تليها المعالجات التربوية والنفسية لدعم الأطفال الذين يواجهون تحدي صعوبة التعلم.
منصات ومحاور
وتناول المؤتمر من خلال منصاته الحوارية أربعة محاور رئيسة شملت القياس والتشخيص، والبحث العلمي والتكنولوجي، والدعم والتمكين، والتدخلات التربوية، إلى جانب متابعة أحدث المستجدات في مجال تشخيص وتقييم صعوبات التعلم على الصعيدين المحلي والعالمي.
وناقش المؤتمر في أحد المحاور استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص عسر القراءة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على جهود تحسين جودة برامج إعداد وتأهيل المعلمين المتخصصين في هذا المجال، وأهمية تفعيل الخدمات والبرامج الانتقالية للطلبة ذوي صعوبات التعلم في مختلف المراحل الدراسية، وتبادل الخبرات المحلية والعربية والعالمية للاستفادة منها في تطوير الخدمات المقدمة لهذه الفئة.