اختتمت المنظمة العربية للتنمية الإدارية- جامعة الدول العربية، المؤتمر العربي الثالث والعشرين للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات بعنوان “الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي: الأبعاد والتحديات”، برعاية الدكتور خالد عاطف عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، وبالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والذي عقد خلال يومي 10 و11 ديسمبر الجاري في القاهرة، وبمشاركة أكثر من 200 مُشارك من مصر وخمس عشرة دولة عربية.
مستقبل الرعاية الصحية بالمنطقة
عقد المؤتمر خمس جلسات، تحدَّث خلالها عشرون خبيراً من القامات العلمية العربية رفيعة المستوى والمتخصصة في موضوعات المؤتمر. وتم خلال الجلسات تسليط الضوء على آليات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، ومدى قدرتها على تقديم خدمات صحية مبتكرة، ورسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية بالدول العربية، مع عرض الأبعاد المختلفة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، والتحديات والمخاطر المتعلقة باستخدام تلك التطبيقات.
دمج الذكاء الاصطناعي بالنظم الصحية
وفي ختام أعماله أوصى المؤتمر، بحث الدول العربية على وضع استراتيجيات وطنية شاملة لتبني وتطوير الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وتطوير خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لتحقيق الدمج الفعّال للذكاء الاصطناعي في النظم الصحية. والعمل على تطوير التشريعات والتنظيمات الصحية بما يحقق: وضع معايير واضحة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة تضمن السلامة والفعالية. وحماية خصوصية بيانات المرضى، وتعزيز التدابير الأمنية وبرامج الأمن السيبراني لحماية البيانات الصحية من الهجمات الإلكترونية. تحديث هذه التشريعات والتنظيمات بانتظام لمواكبة التطورات السريعة في التكنولوجيا.
تعزيز التعليم والتدريب وبناء القدرات
وطالب المؤتمر بتعزيز التعليم والتدريب وبناء القدرات من خلال: إنشاء برامج تعليمية وتدريبية في مجالات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي لتمكين الجيل القادم من الأطباء والمهندسين. وتعزيز الشراكات الأكاديمية والتعاون بين الجامعات والمراكز البحثية في الدول العربية مع المؤسسات العالمية لتبادل المعرفة والخبرات. وحث الدول العربية على توفير التمويل اللازم لتعزيز الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وتطويرها لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة، وتحديث أنظمة المعلومات الصحية لتكون قادرة على التعامل مع البيانات الضخمة والتقنيات الحديثة.
دعم المشروعات البحثية المشتركة
كما أوصى بتعزيز البحث العلمي والتطوير والابتكار من خلال: إنشاء مراكز أبحاث متخصصة في الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي لدعم الابتكار والتطوير. ودعم المشروعات البحثية المشتركة بين الدول العربية لتبادل الخبرات والمعرفة. وتقديم منح وتمويل للأبحاث المبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول جديدة وفعالة. وتنظيم مسابقات ومبادرات تحفز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي الصحي بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية المحلية والدولية المتميزة. والتعامل مع التحديات الأخلاقية من خلال وضع إرشادات وقواعد أخلاقية ومواثيق شرف لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، والعمل على تعزيز الوعي لدى الممارسين الصحيين بالتحديات الأخلاقية وكيفية الحد منها.
التعاون بين القطاعين العام والخاص
وطالب بتشجيع التعاون بين القطاع العام والخاص من خلال: بناء شراكات لتطوير وتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي. إيجاد آليات وبرامج لتمويل ودعم الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي الصحي. ودعم حاضنات الأعمال والمسرعات التي تركز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي في الصحة. وتطوير حلول رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعزيز خدمات التطبيب عن بُعد لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في المناطق النائية. ودعم البحث والتطوير في مجالات الرعاية الصحية الأولية والصحة الوقائية من خلال تشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين أدوات التشخيص الأولي وتطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقييم عوامل خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة للمساهمة في الوقاية منها.
تطوير البنية التحتية للبيانات
وأوصى بتطوير البنية التحتية للبيانات وصولًا إلى قواعد بيانات صحية كبيرة ودقيقة وموحدة ومتاحة للباحثين والأطباء لتحليل البيانات واستخدامها في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، مع العمل على تعزيز التعاون بين المؤسسات الصحية لتبادل البيانات الصحية بشكل آمن وفعّال. والعمل على إقامة شراكات مع المؤسسات الدولية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي للاستفادة من خبراتهم وتبادل المعرفة، مع الحرص على تنظيم والمشاركة في المؤتمرات والمنتديات الدولية لمواكبة أحدث التطورات والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي الصحي.
شرح فوائد الذكاء الاصطناعي
وطالب بتنظيم حملات توعية مجتمعية لشرح فوائد الذكاء الاصطناعي في الصحة وزيادة قبول المجتمع لاستخدام التكنولوجيا، مع تعزيز الحوار مع المرضى لجمع ملاحظاتهم واستفساراتهم والاستفادة من مقترحاتهم حول تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. ووضع آليات رقابية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة وضمان جودته وفعاليته وإنشاء آليات لمتابعة وتقييم تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جودة الرعاية الصحية وتحسينها بمرور الوقت، مع إيجاد آليات قوية وواضحة لجمع وتحليل التغذية الراجعة من المرضى والممارسين الصحيين لتطوير وتحسين التطبيقات.
منصة عربية لتغذية أنظمة الذكاء الاصطناعي
وحث المؤتمر الدول العربية على التعاون لإنشاء منصة عربية لبناء قواعد بيانات عربية لتغذية أنظمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك البيانات الخاصة بالجينات والعادات الصحية العربية، والعادات والثقافات الصحية العربية، لضمان تناسب الخوارزميات الخاصة بالذكاء الاصطناعي مع احتياجات لمواطن العربي. وأن تكون المنظمة العربية للتنمية الإدارية، منبرًا لتعزيز الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي من خلال تبادل المعارف وتيسير الحوار الإقليمي وبناء القدرات، من خلال عقد ورش عمل تدريبية متخصصة.
جائزة محمد السليم للتميز بالقطاع الصحي
وطالب بإطلاق جائزة سنوية باسم محمد بن سليمان السليم، للتميز في القطاع الصحي، تخليدًا لذكرى الفقيد، وتقديرًا لجهوده، على أن يتم تشكيل مجلس لأمناء الجائزة وفريق إدارتها، وفئات الجائزة المؤسسية والفردية، وذلك بالتنسيق مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة، ليتم تكريم الفائزين في النسخة القادمة من المؤتمر.
إحدى جلسات المؤتمر العربي الثالث والعشرين للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات بالقاهرة
المؤتمر العربي الثالث والعشرين للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات يختتم فعالياته بالقاهرة