نفس السيناريو يتكرر بعد 22 عاما فيما عرفناه «ليلة سقوط بغداد» أبريل 2003 ونفس المشاهد دخول بعض من افراد الشعب القصر الرئاسى التجول فيه والاندهاش من مقتنياته وهذا مال الشعب وغيرها من المشاهد التى تظهر للناس على أنهم تحرروا من القهر والظلم والافراج عن المساجين لكنهم لا يعلمون انهم ذهبوا لما هو أبعد من قهر وظلم صور لهم ليدخلوا فى سنوات الظلام والفوضى وعدم الاستقرار والامان وسوء الأحوال الاقتصادية مع تدنى مستوى المعيشة.
وهذا يدفعنا لسؤال مهم: ماذا حدث فى سوريا لتسقط رغم أنها ظلت صامدة فى سنوات اصعب من هذه الأحداث؟ انها اللعبة السياسية التى يعلمها الجميع (القوى العالمية والنفوذ والشعوب والظروف الاقتصادية).. المخطط هو قطع الإمداد من البحر عن طريق سوريا وكذلك تفكيك المقاومة فى جنوب لبنان عن طريق الجيش اللبنانى ثم إسرائيل تسيطر بالكامل على الجولان وغيرها من المناطق الاستراتيجية والسماح بتواجد أمريكى قوى بسوريا لمحاربة داعش والارهاب لنقول وداعا بلاد الشام مثلما قلناها مع العراق وليبيا واليمن والسودان وسنقولها لمن يأتى عليه الدور بعدما فقد العرب قوة اتحادهم ليكون الشرق الاوسط الجديد مهما تعددت طرق تنفيذه وطالت مدتها.. تصريحات البنتاغون: باقون فى شرق سوريا لضمان عدم عودة داعش. إن الأوضاع الفوضوية والمتسارعة على الأرض فى سوريا قد تمنح «داعش» مساحة لإيجاد القدرة على النشاط والتخطيط لعمليات خارجية هو حجة وسبب ظاهرى أمام العالم للتواجد طويل الأمد وايضا لتكون قريبة من الأحداث لخدمة إسرائيل وأوكرانيا والقضاء على النفوذ الروسى فى هذه المنطقة فى ظل صراع القوى العالمية على مناطق النفوذ.
ليلة سقوط سوريا لم تكن سقوط الأسد كحاكم أو نظام إنما سقوطها فى يد محتل أو مستعمر بشكل جديد أرضا وشعباً وهذا ما لا نتمناه كشعوب عربية لبلد ناضل وقاوم فى 1973 وكانت مواقفه جادة وبطولية.