قبل أسبوعين من الواقعة، عاد الأب من دولة الإمارات بعد أكثر من 3 سنوات غربة من أجل لقمة العيش ليقضي إجازته وسط أولاده وزوجته وأقاربه، وطلبوا منه أولاده أن يذهبوا إلى ضفاف نهر النيل، وبالتحديد منطقة الحلف الغربي بأطفيح.
أعدت ربة المنزل أغراضها اللازمة لزوجها وأولادها، طلب سيارة أجرة؛ لكي تقوم بتوصيلهما إلى المكان المحدد، وبالفعل وصلت السيارة في تمام الساعة السابعة مساء الثلاثاء، الماضي وذهبوا إلى ضفاف نهر النيل، وجلس الأب والابناء يضحكون ويلعبون، ويتناولون المشروبات، حتي طلب نجله الأصغر أن يلعب بقدميه في المياه.
استجاب الوالد لطلب نجله الصغير «محمد» 16 عاما، وذهب للعب على ضفاف النيل جالسا على الرصيف المعد لذلك، حتي فوجئ الأب بنجله في منتصف النيل، وفي حالة من الذهول والصدمة قرر الأب انقاذ نجله، وذهب مبحرا في نهر النيل، والموج يسحب في الأب ونجله إلى أعماق الأعماق، وبدأ يختفيان من أمام الزوجة وبناته.
الزوجة بدأت تستعين بالمارة والموجودين معهم في نفس المكان، ولكن لم يستجب أحد، وهنا قررت ابنته »ياسمـين ومروة« النزول إلى المياه؛ لكي تقوما بإنقاذ والدهما وشقيقهم، ولكنهم لم يتمكنا من الانقاذ، بل سحبهم التيار إلى الأعماق، وغرقوا جميعا، ولم تظهر أجسامهم، إلا بعد الاستعانة بالغواصين .
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة قد تلقت إخطارا من غرفة عمليات النجدة، تضمن ورود بلاغ من الأهالي أفاد بغرق أب وأبنائه الثلاثة في مياه نهر النيل في أطفيح، وعلى الفور تم الدفع بقوات الإنقاذ النهري لموقع الحادث.