يحتفل المسلمون فى يوم الخامس عشر من شهر شعبان بليلة النصف من شعبان وهى من الليالى التى اختصها الله – تبارك وتعالى – بالفضائل والتكريم حيث اختارها الله – سبحانه وتعالى – لتحويل قبلة المسلمين نحو المسجد الحرام إلى آخر الزمان .. وفى هذه المناسبة يجتمع الناس فى المساجد وترفع فى أرجاء المدينة المشاعل والفوانيس والشموع كما يفرشون البسط والسجادات داخل المساجد وعليها الأوانى والأباريق التى امتلأت بالمشروبات التى اعتاد الناس تناولها فى هذه المناسبة ويستمعون إلى مشاهير القراء يرتلون آيات القرآن الكريم .. هذه مظاهر الاحتفال بليلة النصف من شعبان.
والقبلة هى صدر المسجد الحرام وهى جداره المتجه نحو مكة فإذا صلى الناس تجاهها كانت وجوههم ناظرة إلى بيت الله فى ذلك البلد الحرام ، وكانت قبلة مسجد الرسول الأولى ناحية « بيت المقدس» لمدة ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ثم حولها الله – سبحانه وتعالى – تجاه الكعبة فتحولت فى مسجد الرسول من الشمال إلى الجنوب .
وعن إحياء ليلة النصف من شعبان فإن أول احتفال يعود إلى العصر الفاطمى .. وكان الاستعداد يبدأ فى دار الفطرة حيث تعد كميات كبيرة من الحلوى يستخدم فى إعدادها كميات كبيرة من السكر وتوزيعها على القائمين على الجوامع.
أما الاحتفال الرسمى فيبدأ بعد صلاة الظهر بخروج قاضى القضاه فى موكب كبير إلى مكان جلوس الخليفة وعاد الاهتمام بهذه المناسبة فى عصر المماليك ، وذلك بالاحتفال به فى حوش القلعة الكبيرة وإقامة الزينات والولائم وتوزيع الصدقات على الفقراء حيث تسير المواكب وتنشد الأناشيد وكانت تضرب خيمة عظيمة فى حوش القلعة ويبدأ الاحتفال بقراءة القرآن ثم يأتى الوعاظ والمنشدون .. فإذا ما انتهى كل منهم دفع إليه السلطان بصرة فيها دراهم من الفضة وحينما تنقضى صلاة المغرب تمد الأسمطة فيأكل الجميع ويوزع منها على الفقراء وبعد ذلك يمضى الجميع بقية الليل فى سماع المنشدين هذا بالنسبة للسلاطين.
أما عامة الشعب فكانت تحتفل بهذه المناسبة بأن يأتى كل بيت بمشاهير القراء لتلاوة القرآن الكريم ثم ينشد المنشدون فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن العادات التى يستقبل بها المسلمون ذكرى ليلة النصف من شعبان أن يجتمع الناس فى المساجد رجالاً ونساء وتعلق فى إرجاء المدن المصرية المشاعل والفوانيس و الشموع.. ويشارك فى هذه المناسبة «المداحون» الذين يمدحون الرسول مع ذكر قصة تحويل القبلة مع الإيقاع.
والدراويش أهم ما يميزهم أنهم ينشدون الأوراد راجين دفع البلاء ومن فلسفتهم أنهم يبغون (الفناء فى الغناء) أى يغنى المتصوف فيما ينشد حتى يختل توازنه ويسقط على الأرض وفى هذه الحالة يطلق على هذا الشخص أنه قد فنى فى النغمات التى أوصلته إلى تقبل النفحات السماوية بالتطهر وأوصلته إلى تلك الدرجة السامية من العطاء النورانى.