إنا أنزلناه فى ليلة القدر «١» وما أدراك ما ليلة القدر «٢» ليلة القدر خير من ألف شهر «٣» تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر «٤» سلام هى حتى مطلع الفجر «٥».
إنها ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر إنها ليلة العظمة والشرف يقال فلان له قدر أى له منزلة وشرف. وقيل سميت بهذا الاسم لأنه نزل فيها كتاب ذى قدر بواسطة ملك ذى قدر على رسول ذو قدر إلى أمه ذات قدر. وقيل لأنه من أتى فيها بالطاعات صار ذا قدر وشرف عند الله عز وجل وقيل فى هذه الليلة يقدر المولى عز وجل الأرزاق والأقدار إلى السنة القابلة. وليس بشرط لنيل فضلها أن يرى الإنسان شيئاً من تجلياتها وفيوضاتها. فمن أقامها بالعبادة والدعاء والتضرع والتقرب إلى الله عز وجل نال فضلها وحظى بشرفها. إنها ليلة تتصل فيها أنوار السماء بكوكب الأرض ليلة تنخلع فيها قلوب المخلصين دعاء وتضرعاً ورجاء إلى الله عز وجل وهى سالمة من كل شر بل هى سلام هى حتى مطلع الفجر. العبادة فيها خير من ألف شهر وقد قيل إن الله عز وجل أراد تعويض أمة الإسلام عن قصر الأعمار فمنحها هذا الفضل وهذه الأفضلية وهذا التكريم. تضرعوا فيها واسجدوا لله الواحد فى العشر الأواخر ومع الاجتهاد والقرب من الله تكون المنح والفيوضات.
ومع الله لا تخف ولا تحزن فقط ثق بربك إنه النافع والضار بيده وحده مقاليد الأمور فى ليلة القدر وفى العشر الأواخر من رمضان «اسجد واقترب» ولن يخذلك الله وصدق الله تعالى حيث يقول «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون».
وكل عام وأنتم بخير