لتذكير المسلمين بأهمية الثقة
فى الله والاعتماد عليه فى كل الأوقات
السيدة هاجر المصرية ليست مجرد شخصية تاريخية، بل هى رمز للإيمان والصبر والتوكل على الله، من خلال قصتها، فهى امرأة مصرية تزوجها نبى الله إبراهيم وكانت لها مواقف عظيمة مع ابو الانبياء ابراهيم وولده نبى الله اسماعيل أبو العرب ليسجلها الله بحروف من نور تعظيما لشأن المرأة فى الإسلام ودورها فى الثبات والصبر والتسليم لأمر الله .. فمهما كان فإن الخير فى قضاء الله ؛ ولتذكير المسلمين بأهمية الثقة فى الله والاعتماد عليه فى كل الأوقات، تظل مناسك الحج، وخاصة السعى بين الصفا والمروة، شاهداً حياً على تكريم الله لهاجر ودورها العظيم فى التاريخ، وتبرز مكانتها فى مناسك الحج، حيث يتم تخليد ذكرى صبرها وإيمانها فى شعيرة السعى بين الصفا والمروة.
فما هى قصة هاجر تلك المرأة المصرية الصابرة المحتسبة القوية المستسلمة لأمر الله بثبات وإيمان وحسن ظن فى الله، بانه سبحانه وتعالى لن يضيعها هى ورضيعها..هى هاجر زوجة نبى الله إبراهيم وكانت جارية مصرية أعطاها ملك مصر فى ذلك الوقت إلى النبى ابراهيم، وعندما لم تنجب زوجته الأولى سارة، وهبته هاجر لتكون زوجته، ورزق الله إبراهيم وهاجر بإسماعيل بعد سنوات طويلة من الانتظار.
وهنا بدأ اختبار الايمان فهاهو الطفل الذى رزقهم الله به بعد سنوات من الصبر والرجاء.. يأمر الله نبيه بان يأخذ طفله الرضيع وزوجته الحبيبة إلى الصحراء إلى مصير مجهول، ولكن إذا كان إبراهيم نبى ويؤمن بحكمة الله ويثق فى أن قضاء الله كله خير.. فماذا عن الأم التى توضع فى أصعب اختبار ليظهر معدن إيمانها وصبرها وطاعتها لأمر الله.. عندما أمر الله النبى إبراهيم أن يتركها وابنها الرضيع إسماعيل فى وادٍ غير ذى زرع، فى مكة المكرمة، فكان المشهد الصعب والحوار شديد القسوة على نفس ابراهيم وهاجر.. حين امسكت به تتوسل إليه اين تذهب وتتركنا هنا.. وابراهيم ليس لديه رد غير ان قلبه يعتصر على طفله وزوجته.. فتعيد عليه السؤال لمن تتركنا هنا؟ .. ولما لم يرد أيضا فليس لديه إجابة تريح قلبها.. فأدركت الامر.. فسألته :آالله امرك بهذا؟ .. فأومأ برأسه اينعم.. حين إذ امتثلت هاجر لأمر الله رغم صعوبة الموقف، وظهر إيمانها القوى وتوكلها على الله.
لتبدأ اعظم رحلة بحث عن الحياة وتكون معجزة بئر «زمزم».. فعندما نفد الماء والطعام، بدأت هاجر تبحث بشكل محموم عن ماء لطفلها، سعت بين جبلى الصفا والمروة سبع مرات فى محاولة يائسة لإيجاد الماء، وفى لحظة من اللحظات استجاب الله دعاءها وأرسل جبريل عليه السلام ليضرب الأرض بجناحه، فنبع ماء زمزم، هذه المعجزة تعتبر واحدة من أبرز الأحداث التى تظهر تكريم الله لهاجر.
وأصبحت قصتها جزءاً من مناسك الحج التى يؤديها المسلمون كل عام، ويعتبر السعى بين الصفا والمروة أحد أركان الحج الأساسية، حيث يرمز هذا السعى إلى الجهد الذى بذلته هاجر فى البحث عن الماء والاعتماد الكامل على الله فى أوقات الشدة.
ويأت تكريم الله لهاجر المصرية إشارة إلى مكانة المرأة فى الإسلام وقدرتها على تحقيق البطولات والصبر فى مواجهة التحديات، قصة هاجر تظهر كيف يمكن للإيمان بالله والتوكل عليه أن يكونا مصدر قوة ونجاح.
عندما يزور الحجاج مكة المكرمة، يتذكرون هذا النموذج الرائع للثبات والصبر فى مواجهة الصعاب.. ويعزز هذا السعى الروحى من ارتباطهم بالله ويعطيهم القوة لمواجهة تحديات حياتهم.
وتحمل قصة السيدة هاجر، أم النبى إسماعيل عليه السلام، العديد من الدروس التى يمكن استخلاصها خلال موسم الحج، منها بعض:
* التوكل على الله: تُظهر قصة السيدة هاجر التوكل العظيم على الله تعالي، عندما تُركت فى الصحراء القاحلة، لم تيأس بل توكلت على الله.
* الصبر والثبات: كانت السيدة هاجر مثالاً للصبر والثبات فى مواجهة الشدائد، سعيها بين الصفا والمروة يُعلمنا الصبر والإصرار على البحث عن الفرج.
* اليقين بالله: عندما سألت السيدة هاجر النبى إبراهيم عليه السلام إذا كان الله أمره بتركها، وعندما أكد لها ذلك، قالت بكل ثقة «إذاً لن يضيعنا الله»، مما يُعلمنا اليقين الكامل بأن الله لا يخذل عباده.
* الأمل والبحث عن الفرج: تُعلمنا قصة هاجر أن الأمل يجب أن يظل حياً فى القلوب.
* الإيمان بالقدر: تُظهر القصة أن الله له حكمة فى كل قدر يُقدره على عباده، وأن الخير يكمن فيما اختاره الله لنا، كما كان فى قدر هاجر الذى أدى إلى خير عظيم.
* الدور الفعال للمرأة: تُبرز قصة السيدة هاجر الدور الفعال للمرأة فى الإسلام وأنها قادرة على مواجهة التحديات، وتُعطى للمرأة المسلمة نموذجاً يُحتذى به فى الصبر والتوكل واليقين بالله، وتُعزز من مكانتها فى الدين والمجتمع.. وتبقى قصة السيدة هاجر مصدر إلهام للمسلمين والمسلمات فى كل زمان ومكان.