كشفت كل جولات الوساطة لإتمام اتفاق تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار ان سفاح القرن بنيامين نتنياهو هو المعطل والمعرقل الرئيسى لهذه المفاوضات وانه لا يريد سوى شئ واحد هو تدمير غزة وازالتها من الوجود بشرا وحجرا واصبح مطلبه متداولا بكل صراحة وبجاحة فى الاعلام الصهيونى والاجنبى لا يخفيه ولا يخشى أى ردود فعل بل ويتفاخر به امام الداخل الاسرائيلي.
سفاح القرن بعد اجتياح المقاومة ما يسمى غلاف غزة يوم 7 أكتوبر الماضى اتخذ عدة قرارات تحت عنوان عريض هو «التخلص من قطاع غزة تماما»وتم ترويجه فى الاعلام تحت مسميات تحقيق النصر المطلق والقضاء على حماس وازالة ما يسميه التهديد الذى يمثله القطاع لأمن الكيان واستعادة المحتجزين.. هذه القرارات اتخذها مجلس الحرب الصهيونى واقرتها الحكومة الموسعة ولم يعترض احد وبعد بدء مسلسل جرائم الابادة الجماعية والتدمير الكامل لمربعات سكنية على سكانها ومنع المساعدات الانسانية لاسابيع واغلاق كل المعابر واتباع مبدأ سياسة الارض المحروقة الذى اخترعه الامريكان واتخاذ اجراءات لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية نهائيا وان تكون البداية من غزة.
ما جرى يوم 7 أكتوبر وما ترتب عليه من فضح منظومة الأمن الصهيونى وسهولة اختراق الجيش الذى لا يقهر الذى كان مصدر فخر لكل صهيونى داخل أو خارج «الكيان الاسرائيلي» اصاب نتنياهو بالجنون وبالعمى لا يريد سوى شئ واحد ان يستيقظ ولا يجد قطاع غزة فى الوجود واتخذ قرارا ألا يترك فرصة ويدمر ويقتل ويحرق كل شيء فى القطاع لا يهمه لجوء الهاربين من جحيم طائراته وصواريخه للاحتماء فى مدرسة أو مستشفى المهم هو الانتقام و التشريد واثارة الرعب فى نفوس المدنيين الغلابة حتى يرحلوا طوعا أو ينتظروا القنابل «الامريكية» التى تزن طنا من المتفجرات لتقتلهم وهم فى العراء.
لقد نزع نتنياهو أى صفة انسانية عن نفسه وألقاها فى البحر وتلبسته نوازع شيطانية آمن بها كما آمن بالتخاريف والاساطير والاوهام الدينية الصهيونية واصبح الاكثر تطرفا هو وحزبه من الاحزاب اليمينية التى كانت توصف بانها الاكثر تطرفا لقد تفوق بما اقترفه ويرتكبه من جرائم على كل الاحزاب اليمينية الاخرى وممثليهم فى الحكومة.
لقد جاوز المدى فى ظلمه وتطرفه وانتقامه وجرائمه ضد الانسانية ومجازره اليومية ضد الامنين العزل الذين لا يجدون شربة ماء ولا قوت يومهم والاوبئة والامراض تحيط بهم من كل جانب وكثير منهم اصابتهم الامراض وفى نفس الوقت يحيط بهم الموت من كل جانب.
هل ننتظر بعد كل ذلك من سفاح القرن ان يكون مفاوضا مرنا وهل ننتظر منه ان يعطى المفاوضين الصهاينة بعض الصلاحيات وهو يمسك بكل خيوطها ولا يهمه ان تنجح أو لا تنجح ولا ان يخرج المحتجزين المهم ان يظل ممسكا بيده قرار الاستمرار فى الحرب حتى تحقيق ما سماه النصر المطلق.
الاخطر فى الامر ليس استحواذ مجرم الحرب نتنياهو على كل الخيوط فى كيانه الارهابيه وانما سكوت وصمت كل اسرائيلى على شطط وتطرف سفاح القرن لم تخرج مظاهرة واحدة ضد جرائم الابادة والمجازر والتدمير للمساكن والمدارس والمستشفيات وما خرجت الامظاهرات لاسر المحتجزين يطالبون بتحرير ابنائهم اما بالقوة وإما بالتفاوض لكنهم لم يتظاهروا ضد دمويته وعنفه واصراره على ابادة غزة بالكامل وهذا الامر لا يقتصر على اسر المحتجزين وانما على احزاب ما يسمى المعارضة لم نشاهد مظاهرة واحدة ضد جرائمه مما يؤكد ان كل المجتمع الاسرائيلى يؤيد ما يفعله ويقترفه وهم يشاهدون جيشهم يرتكب فى اليوم الواحد 5 أو 6 مجازر ضد ابرياء غلابة يروح ضحيتها عشرات الشهداء وهو لا يهمه سوى تنفيذ الاوهام التلمودية.
ومع ذلك تبذل كل من مصر بالتنسيق مع قطر جهودا مضنية من اجل وقف اطلاق النار وتخفيف معاناة اهل غزة ولا تتوقف تحركات مصر ومشاوراتها مع كل الاطراف ولكن سفاح القرن يعطل ويعرقل والشريك الامريكى الذى يملك قرار وقف اطلاق النار لا يريد ان يغضب نتنياهو ويماطل و يتلاعب بالالفاظ والتصريحات المتناقضة التى لا تؤدى سوى إلى تعطيل الاتفاق لكى تظل ماكينة سفاح القرن فى القتل والتدمير والانتقام وهو ليس متعجلا وقيادة تحالف الشر مثله ليست متعجلة المهم ان يحقق مؤامرته ومخططه الاجرامى فى ابادة غزة.