فى حركة التغيير والتعديل الأخيرة بمنظومة الكرة المصرية، لم يلتفت الجالسون على كراسى الإدارة إلى احتمالية أن يكونوا أنفسهم السبب المباشر فيما يجرى من تراجع فى النتائج والعروض والمردود المباشر من القاب وبطولات، فتفنن كل منهم فى إلقاء المسئولية على الآخر والسعى وراء التهرب منها، أو اتفقوا فيما بينهم على أن يتحملها المدير الفنى ومن معه من مساعدين، أو ذهب أحدهم إلى تحميل الملف بأكمله للمشرف العام على المنتخب.
يرحل فيتوريا ويأتى آخر وتتغير الأجهزة الإدارية ولكن يبقى فكر القائم على الملف كما هو دون تعديل أو تغيير، يفكر بنفس الطريقة والأسلوب عند الاختيار من بين مجموعة أسماء ليتولى أحدهم مهمة تدريب المنتخب، ويستخدم الأسلوب ذاته عند البحث عن مساعدين أو معاونين.. ونفس الأمر عند اختيار الأجهزة الفنية والمعاونة للمنتخبات الوطنية الأخري، ابتداء من الناشئين ومرورا بالشباب والأولمبى ووصولا للمنتخب الأول.
المنظومة فى حاجة ملحة لتطهير داخلي، يقوم على استبعاد أصحاب الفكر العقيم غير المفيد، واستقدام من يدرك أهمية وحساسية الملف، ويتمتع بخبرات وقدرات خاصة فى التعامل مع تفاصيله وفروعه المختلفة، وهم كثيرون بالطبع من حولنا، ويحتاجون فقط إلى النظرة والتخلى عن المعايير الخاصة والفردية التى يضعها الجالسون على مائدة إدارة اتحاد كرة القدم.
إذا كان هناك من يتهم المدير الفنى مباشرة، وله الحق فى ذلك بالطبع، فإن المدرب جاء برؤية واختيار مشرف عام على الملف.. والمشرف العام جاء هو الآخر بقرار مجلس إدارة بإجماع الأصوات به.. ولذلك لابد من محاسبة الجميع بلا استثناء وبدرجات تتناسب مع حجم المساهمة من كل عنصر من عناصر المنظومة. ولا يليق بأى منهم ما يقوم به من محاولات للهروب والتهرب، ووضع أخرين فى وجه المدفع، ولا يجد أى منهم حرجا فى تبادل التهانى مع الآخرين، بعد مرور الموجة بسلام وعدم تعرض أى منهم لانتقادات أو هجوم يذكر فى القصة، وكأنه قد حقق نصرا أو لقبا من نوع خاص.
لم تحظ مدارس واتحادات فى قارة أفريقيا بقسط وافر من التطور الملحوظ، إلا عندما واجهت مشاكلها الداخلية، وتخلصت من الزيادات الإدارية غير المفيدة، وجاءت بمن يساعد فى التطوير ويملك مقومات المساعدة بالفعل.