بعد انتهاء ماراثون الثانوية العامة ونهاية رحلة طويلة مليئة بالخوف والقلق والمعاناة مع الدروس الخصوصية والسناتر، انتهى العام ولم تنته الحياة نجح من نجح ورسب من لم يحالفه التوفيق ولكنها الحياة التى نعيشها، مليئة بالانتصارات والانكسارات، نعيشها بحلوها ومرها، نتعلم من الانكسار لنعيش زهو الانتصار، نتعلم من العثرات والعراقيل التى تقف حاجزاً بين احلامنا، فالحياة لم تنته حينما نفشل فى مرحلة ما، علينا أن نقف مجدداً ولا نستسلم للإنكسار والفشل ونعاود النهوض مرة أخري، فالدنيا تحتاج القوى وتكره الضعيف, تعطى لمن يصبر ويجتهد ويحاول.
علينا أن نحمى أولادنا من الضغوط النفسية التى من الممكن أن تؤدى بهم الى الهلاك نقف الى جوارهم فى محنتهم ونشد من أزرهم نحميهم من أنفسهم وقلة خبراتهم فى الحياة، ونعلمهم بأنها الثانوية العامة مجرد سنة عادية وليست نهاية العالم، نعم تحدد مصير الطالب ووجهته القادمة ولكنها لم ولن تكن أسمى من الحق فى الحياة، علينا أن نزرع فى أولادنا أن «الضربة اللى متموتش تقوي» وحينما نخسر جولة لابد وأن نتعلم من الدروس المستفادة، لابد وأن تضع لنفسك هدفا فى الحياة، وتسعى جاهدا لتحقيقه، لابد وأن ننسى الماضى بآلامه وأن يقتصر التفكير على العبر والدروس والوقوف من جديد لتحقيق النجاح فى المستقبل القريب.
لابد وأن نعلم أن الدنيا لا تنظر الى الضعيف بل تحتاج القوى القادر على تحويل فشله لنجاحات وانكساراته لانتصارات، فلا تكن صلباً فتكسر ولا تكن ليناً فتعصر، عليك أن ترفع رأسك أمام الجميع وتتعلم أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، أبدأ من جديد وحاول مرات ومرات أنهض فالحياة أمامك تفتح ذراعيها، أمام المقاتل الذى يدافع عن حلمه بكل قوته.
ولا تنسى أيها الشاب اليافع ويا أيتها الفتاة الجميلة أن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى فلو خيروك بين نعمة البصر أو النجاح فى الثانوية العامة بمجموع كبير فستختار نعمة البصر, ولو خيروك بين الصحة أو النجاح فستختار الصحة وغيرها من نعم المولى العلى القدير، وجودك بين أسرتك التى تحبك وتفضلك على نفسها أكبر نعمة فلا تجعل مجرد مرحلة عادية تؤثر على حياتك ومستقبلك، فمن لم يحالفه التوفيق فى كلية القمة من وجهة نظره سيوفقه الله فى كلية أخرى ويكون على قمتها بإذن الله، ومن لم يحالفه التوفيق فى دخول الشرطة أو الحربية سيكون محامياً ناجحاً مدافعاً عن المظلومين أو معلم أجيال أو أو فناناً أو محاسباً وغيرها من المهن السامية فى جوهرها، فمصر تحتاج سواعد الجميع وجميعنا يحتاج للآخر، نكمل بعضنا البعض حتى تستمر الحياة .. حفظ الله مصر وحفظ شبابها رجال الغد وقادة المستقبل.. والله من وراء القصد.