آه يا زمن العجايب الحاضر فيك غايب.. والغايب ملوش نايب .. امتى ناكل الكعك الدايب..
زمان كان عندى مشكلة مع المدرسة وهى الاستيقاظ مبكرا فى السادسة صباحا إضافة إلى كل تفاصيل اليوم الدراسى لكن المدرس كان له هيبته وكان فى تعليم بجد لأن ايامنا لم توجد التكنولوجيا الحديثة التى جعلت التعليم زى الكبسولة الآن.
بعد الثانوية العامة كان الاختيار بالنسبة لى واضحا وهو دراسة الإعلام لانى كنت احبه جدا وجزء من العائلة بالصحافة إضافة إلى انى من صغرى كنت احب جريدة الجمهورية لأنها كانت تتميز يوم الخميس بكتابة افلام الأسبوع كله.
أما الخيار بالنسبة لأسرتى كانوا يريدون أن أكون مدرسا لأن زمان كان مطلوبا فى دول الخليج إضافة إلى الدروس الخصوصية وغيرها من المميزات وموارد الدخل التى تجعلك فى وقت قصير لديك بيت وعربية و كان هذا الخيار مرفوضا تماما بالنسبة لى لأمرين الاول فكرة الشرح والسبورة والطباشير وهذا الطالب فهم الدرس والآخر لم يفهم لم اجد نفسى فى هذا الإطار حقيقة إضافة إلى الاستيقاظ مبكرا فعملت بالصحافة فور تخرجى مباشرة إضافة إلى البرامج التليفزيونية وظننت أننى احسن حالا والحمد لله من زملائى الذين عملوا بالتدريس .. ولكنى عندما شاهدت خلال الثلاث سنوات الماضية الضجة التى تحدث بسبب مراجعة أحد المواد للثانوية العامة وتأجير مدرس صالة رياضية أو مسرح يستوعب أكثر من ألف طالب وأن يصل دخل هذا المدرس 100 ألف فى الساعة والحسابة بتحسب إضافة إلى السيارات الفارهة والبوديجاردات وعلى فكرة أنا لا أحسد ولكنى اريد أن أعتذر لك عزيزى المدرس لأننى الآن اتمنى أن يعود بى الزمن وهتسألنى لماذا؟.. هجاوب حضرتك
ليتنى كنت مدرساً.