أوجعوا رؤوسنا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان واتخذوها ذريعة للتدخل فى أوطاننا وكانت سبيلهم لاحتلال دول أزعجهم قوة جيوشها بمساعدة أبنائها بعد أن نجحوا فى احتلال عقولهم وتزييف الواقع ليمهدوا لهم الطريق لتنفيذ مخططاتهم التى رفعت شعار الحرية للشعوب وفى حقيقة الأمر لم تكن إلا استعباداً لها.
لا أطيق السياسة ولا الحديث عنها أراها سلاحاً يغتال أحلام الأبرياء ومن قبلها أمنهم وأمانهم فى حياة هادئة لكن دون إرادة منى وجدت نفسى فى تلك اللعبة السامة أشاهد مجازر جيش الاحتلال وسط صمت من هؤلاء الذين طال حديثهم عن حقوق الإنسان فأين حق الشعب الفلسطينى وأين ذهبت تلك الحقوق أمام مشاهد طلقات الرصاص التى لم ترحم براءة الأطفال وأين ذهبت تلك المنظمات التى حاولت مراراً وتكراراً اتخاذ القضايا الحقوقية لفرض سيطرتها على الحكومات وأين هى تقاريرها التى كانت تصدعنا بها عن ممارسات العنف ضد بعض الفئات فهل مجازر الصهاينة بحق الأطفال لا تستحق الحديث وفرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي.
ما يحدث فى فلسطين جريمة تستهدف كل المنطقة وللأسف الشديد هناك من يسهل ذلك من المنطقة وكلنا نعلم ذلك كما نعلم أن الهدف ليس فلسطين فحسب ولكن مصر وتاريخها القادر على الذود عنها بقوة وإرادة الشعب الذى لا يقهر.
أحمق من يظن أن مصر ستخضع لمثل هذه التهديدات التى تمارس عليها للموافقة على التهجير فمهما كانت الضغوط السياسية والاقتصادية من القوى الخارجية فهى لا تقارن بإرادة الشعب المصرى فهذا الشعب الذى حاولوا تسطيحه وإلهاءه عبر أشكال عدة لحروب الجيل الرابع وتناسوا أنه الشعب الذى تربى على رفض كل ما هو صهيونى لن يخضع ولن يستسلم.
امريكا التى تتغنى بالديمقراطية وحق الشباب فى حياة آمنة وهو ما اتخذته ذريعة فى كثير من الأحيان لزعزعة ثقته فى القيادة السياسية واستخدامه كسلاح لإسقاط الدولة منذ ثورات الربيع العربى فى المنطقة قامت هذا العام بإلغاء المعونات التى كانت تقدمها كمنح تعليمية عبر جامعتها فى القاهرة الأمر الذى ترتب عليه تشتيت مستقبل الدارسين من الحاصلين على تلك المنح فأين تلك الشعارات التى كانت تتغنى بها لكن كما يقولون سينقلب السحر على الساحر.
إن عقيدة المصريين راسخة ولن تقبل بالاستسلام ولن تتوانى فى الدفاع عن الأرض والقضية الفلسطينية مهما كان الثمن ومهما كانت التضحية فالأرض التى احتضنت شهداء أكتوبر الذين صنعوا انتصار العزة والكرامة ستظل شامخة أبية ودماء الأبطال التى احتضنتها الأرض قادرة على استحضار بطولات جديدة للرد على مثل هذه الممارسات.
إن مصر وطن يعيش فينا نحن أبناؤها ومهما اختلفت أفكارنا واتجاهاتنا فلا خلاف إذا تعلق الأمر بالوطن وسيقف الجميع خلف القيادة السياسية فى أى قرار يتعلق باستقرار الوطن والحفاظ على حق الشعب الفلسطينى فى الأرض.
مارسوا حماقتكم فلن ترهبنا تلك السخافات ولا تتوقفوا عن إرسال تهديداتكم فهذا يزيدنا عزيمة ولا تتوانوا عن حصارنا اقتصادياً فهذا سيجعلنا نمضى فى طريق الاعتماد على الذات لكن لا تفكروا فى إجبارنا على خوض الحرب لأنها ستكون حرباً مع شعب قبل أن تكون مع جيش..ستكون حرباً بقيادة أكثر من 100 مليون مواطن قادرين على سحق الجميع ليبقى الوطن.