ليس حديثا انهزاميا، وليست دعوة سلبية لإطفاء نار الحماسة، فقط هى تساؤلات مشروعة فى وقت يحرم البعض مجرد التفكير عكس الاتجاه، كلماتى اليوم لن يغلب عليها الطابع الرومانسي، سيكون العقل هو سيد الموقف والحامى الحقيقى لحرية طرح الأسئلة والتساؤلات، بيد أن هذه المقدمة ما كان يجب أن تكون لولا حالة الابتزاز السائدة والجرأة على التخوين دون وازع من ضمير أو بقايا أخلاق، ابتزاز كل من يفكر وتخوين كل من يسأل، لكن ولأننا تصدقنا بأعراضنا لله والوطن ونذرنا أقلامنا وما تكتب وألسنتنا وما تنطق لنصرة الحق والحقيقة وإعلاء قيم الوعى والفهم، لذلك أطرح الأسئلة التالية: أولاً- هل كان السنوار ورفاقه يتوقعون قبل القيام بعمليات السابع من أكتوبر أن يجرى كل ما جرى وان يتحول القطاع إلى أكبر منطقة للركام والجثث المتحللة تحته فى العالم؟ هل كان يتصور السنوار ورفاقه ان يستشهد قرابة الخمسين ألف مواطن على أيدى عصابات الصهيونية المدعومة من الغرب دون حساب؟ وهنا أتساءل عن حزمة الأهداف «التكتيكية» التى وضعها السنوار وأراد تحقيقها فى السابع من أكتوبر، أليست تلك الأهداف تنحصر فى خطف عدد من الجنود الإسرائيليين لمحاولة مقايضتهم بالأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية؟ هل كان يهدف السنوار إلى هزيمة إسرائيل عسكرياً وإجبارها على قبول إقامة دولة فلسطينية؟ أم كان يقصد إلى حصار نتنياهو وإسقاطه سياسيا؟ وبعد مرور عام هل تحقق للسنوار ما أراد؟ واطرح سؤالاً ولا انتظر إجابة عاجلة عنه، سؤال بسيط جداً ماذا كسبت القضية الفلسطينية وماذا خسرت من عملية السابع من أكتوبر بعد مرور عام؟ حزب الله كذلك خسر قمة هرمه التنظيمى وذهب حسن نصرالله وأصبح المرحوم حسن نصر الله، وتحول حزب الله إلى عبء على من صنعوه، تحولت ميليشيا الحوثى إلى هدف مؤجل لإسرائيل وتحولت الانظار صوب بلاد الشام وتحديداً دمشق التى أخشى عليها من رياح مسمومة وها هى إيران تواجه أعمق أزمة منذ قيام الثورة الإيرانية، كل ما يجرى يطرح سؤالاً إجبارياً عن اليوم التالى الذى تحدثنا كثيراً عن فكرته «اليوم التالي» لحرب غزة واليوم نتحدث أكثر عن اليوم التالى لحرب لبنان وغداً سنتحدث عن اليوم التالى لحرب دمشق ثم اليمن ثم إيران ولا يعلم أحد مسار ومسيرة قطار الحرب الجارية، فى تقديرى ان اليوم التالى سيكون بعد الخامس من نوفمبر بعد الانتخابات الأمريكية، وبعدما سنسمع هذه العبارة كثيراً «لو كنت أعلم خاتمتى ما كنت بدأت؟