«نرفض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية» هذه الكلمات انطلقت لأول مرة من القاهرة على لسان زعيم مصر وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي.. نعم مصر هى أول دولة فى هذا العالم حذرت منذ البداية من نوايا حكومة نتنياهو المتطرفة.. ومصر الدولة الوحيدة فى هذا العالم التى اشترطت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مقابل السماح بخروج مزدوجى الجنسية من القطاع إلى الأراضى المصرية.. مصر هى من وضعت خطوطاً حمراء لمخططات نتنياهو وعصابته صعب تجاوزها.. ومصر تواصل جهودها ليل نهار من أجل وقف المجازر الإسرائيلية التى ترتكب بحق الفلسطينيين..أقولها بالفم المليان لولا مصر لضاعت القضية الفلسطينية وعلى إثر ذلك أى اتهامات وانتقادات توجه لمصر سواء بعرقلة المساعدات أو باتخاذ موقف متخاذل أو حتى بالمساعدة فى تهريب السلاح إلى المقاومة الفلسطينية تعتبر أمراً مثيراً للسخرية.
مصر الكبيرة لا تلتفت إلى مثل هذه الاتهامات المعروف أسبابها لأنها الدولة الوحيدة التى تقف حجر عثرة أمام مخططات إسرائيل وداعميها ولأنها أيضًا تدرك تمامًا حجم المسئولية الملقاة على عاتقها وأهمية الدور الذى تمارسه من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار ولو من خلال هدنة تستمر حتى نهاية عيد الفطر المبارك يتم خلالها تبادل إطلاق سراح الأسرى وعقد مفاوضات للتهدئة تسفر فى النهاية عن وقف دائم لإطلاق النار ووضع غزة بعد الحرب ولهذا الغرض استقبلت القاهرة خلال الأيام الماضية وفودا أمريكية وإسرائيلية وقطرية ووفدًا من حركة حماس من أجل التوصل إلى حلول توافقية تنهى الحرب الإسرائيلية على غزة التى مضى عليها أكثر من أربعة أشهر دون تحقيق هدف إسرائيلى واحد سوى تدمير غزة وقتل وجرح مئة ألف فلسطيني.
مشكلة إسرائيل أنها تعانى فى الوقت الحالى من انقسامات داخل حكومة نتنياهو ومجلس حربه وبدأت الخلافات بين المسئولين الإسرائيليين تعيق ليس فقط خطة الحرب بل أيضًا مفاوضات التهدئة والتوصل لصفقة مقبولة لوقف النار حيث أعرب عضوا مجلس الحرب بينى غانتس وغادى إيزنكوت عن غضبهما من قرار نتنياهو بعدم إرسال وفد التفاوض إلى القاهرة دون علمهما وطالبا بالمشاركة الكاملة فى اتخاذ القرارات.. وهناك انتقادات لنتنياهو سواء من مسئولين حاليين أو سابقين ومن يتابع مايحدث داخل إسرائيل يكتشف أن كل مسئول حالِ أو سابق يحاول أن يتقمص دور البطولة ليس لإنقاذ إسرائيل بل من أجل كسب الأصوات التى تؤهله لخلافة نتنياهو.. وهذه الانقسامات وإدعاءات البطولة الزائفة باتت هى الخطر الأكبر الذى يهدد إسرائيل فى الوقت الحالى لأنه لايوجد بينهم رجل رشيد قادر على وضع حد لهذه الحرب التى طالت ولا طائل من وراءها سوى المزيد من الخسائر للجانبين الإسرائيلى والفلسطيني.
إنها نصيحة مصرية خالصة أوقفوا هذه الحرب والتفاوض والتوصل إلى حلول وسط يقبلها الطرفين هو الحل الأمثل لإنهاء هذه الحرب التى كانت سببا فى اتساع رقعة الصراع فى المنطقة.. أما إذا استمرت إسرائيل فى غيها فعليها فى النهاية أن تدفع ثمن تهورها وتطرفها فالفلسطينيون ليسوا مجرد فصيل وإنما هم شعب ومن المستحيل إبادة شعب بأكمله.