أكد الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا أن الأمم المتحدة لا تمتلك القوة الكافية لوقف التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة، واستدرك قائلاً: ليس هناك أى مبرر لرد الفعل الإسرائيلى فى غزة، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلى النساء والأطفال فى غزة بشكل غير مسبوق.
أضاف الرئيس البرازيلى خلال المؤتمر الصحفى: أنه ليس هناك أى مبرر لرد الفعل الإسرائيلى على هجوم حركة حماس فى السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تقتل النساء والأطفال وهو أمر غير مسبوق فى العالم.
دعا لولا دا سيلفا إلى ضرورة إلغاء حق النقض «الفيتو» التى تستخدمه العديد من البلدان كى تتمكن الأمم المتحدة من القيام بدورها فيما يحدث بغزة، مؤكدا أن إسرائيل تنتهك كل القرارات التى اتخذتها الأمم المتحدة.
أشاد الرئيس البرازيلى بالدور المصرى حيال الأوضاع فى غزة، مؤكدا أن مصر قدمت العديد من أشكال الدعم للسفارة البرازيلية فى عمليات إجلاء الطواقم من غزة.
قال لولا دا سيفا: «إن الحرب فى أغلب الأحيان تتخذ بقرارات مجنونة ولدينا مثلا الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، وليس لدى أى تفسير لهذه الحرب»..لافتا إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها أى قوة كافية لتجنب هذه الحرب وتجنب المؤامرات لأن الحروب عادة لا تخدم أى طرف ولكنها تسبب المزيد من المعاناة والضحايا.
أضاف الرئيس البرازيلى: «إنه فى الوقت الذى كان ينبغى على العالم أن يتحدث عن إنتاج الغذاء للعالم، وعن التنمية الاقتصادية وتوزيع الدخل وخلق فرص عمل ، للأسف يتحدث عن الحرب» .
تابع: «أنه يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يدرج بلدانا أخرى ليحقق تمثيلا فى إفريقيا وفى أمريكا الجنوبية وأن تكون هناك جيوسياسية جديدة فى المجلس ويجب أن نقضى على حق الفيتو المستخدم من عدة بلدان ويجب على أعضاء الأمم المتحدة أن يدافعوا عن السلم وعدم تشجيع الحرب».
واستطرد الرئيس البرازيلى قائلا: «إن الحروب الأخيرة التى شهدناها مثل غزو العراق ، لم يكن هناك استشارة لأى عضو من مجلس الأمن ، كذلك غزو ليبيا لم يتم استشارة أى عضو من الأمم المتحدة ، وكذلك الأمر عندما غزت روسيا أوكرانيا .. والمجلس ليس فى حوزته أى قرار أو أى وسيلة لإيقاف الحرب ، لذلك ما علينا إلا أن نطلب السلام وندافع عن السلام .. ولكن على ما يبدو أن إسرائيل تنتهك كل القرارات التى يتم أخذها من الأمم المتحدة لذلك يجب علينا أن نتخذ القرارات» .
قال: «إن المؤسسات المتعددة الأطراف التى نشأت لحلحلة هذه المشاكل فهى لا تعمل على ذلك للأسف ، لذلك فإن البرازيل تعول على الدعم المصرى لكى نقوم بتحقيق التغييرات الضرورية فى مسألة الحوكمة الدولية» .
لفت إلى أنه تحدث مع الرئيس السيسى وشكره على تضامنه وتقديم المساعدة للبرازيل حتى تمكنت من إجلاء مواطنيها الذين كانوا عالقين فى قطاع غزة ، عبر التنسيق مع السفارة البرازيلية بالقاهرة حيث تم إجلاء حوالى 2000 شخص ، وضمان عودتهم بسلام إلى البرازيل.
قال الرئيس البرازيلى: «إن مصر تلعب دورا مهما لإيجاد حل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى».. معربا عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى على مساعدته فى إجلاء المواطنين البرازيليين من قطاع غزة.
أضاف: «أن بلاده تدعم الدعوة التى حركتها جنوب إفريقيا فى محكمة العدل الدولية ، وأنه على يقين بأنه لن يكون هناك سلام دون إقامة دولة فلسطينية».
وأكد الرئيس البرازيلى أن البرازيل تدعم مبادرة مصر بان تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووى..مشيرا إلى أن هناك مبادرة مشابهة لها فى أمريكا الجنوبية.
أعرب رئيس البرازيل لولا دا سيلفا عن دعمه لنتائج مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27) الذى استضافته مصر خاصة مبادرة التحالف الدولى ضد الجوع والفقر والتعبئة الدولية ضد التغير المناخى .. قائلا : «نحتاج خبرة مصر التى نجحت فى استضافة (COP 27) فى تنظيمنا لمؤتمر المناخ ( COP30) فى البرازيل عام 2025.
أكد الرئيس البرازيلى فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى أن مصر تعد من أهم الشركاء للبرازيل فى إفريقيا وأن حجم الاستثمارات بين البلدين فى ازدياد .. مشيرا إلى أن البلدين يعملان على تشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية من أجل السلام والأمن.
قال دا سيلفا: «إن دخول مصر فى منظمة البريكس سيعطى الفرصة للبلدان للمشاركة فى مسيرة التنمية وتحقيق عالم متعدد العلاقات وتجنب الاعتماد على عملة واحدة» .
أعرب الرئيس البرازيلى عن سعادته بتواجده فى مصر فى هذه اللحظة المهمة والوضع الراهن فى السياسة الدولية .. قائلا :»يسعدنى أن أعود إلى القاهرة بعد مرور 20 عاما على زيارتى كأول رئيس برازيلى يقوم بزيارة لمصر ، وأعود الأن للاحتفال بالذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية ، فأنا أول رئيس برازيلى يزور لبنان وبلدان أخرى بالشرق الأوسط، حيث لم يكن للبرازيل سابقا إرادة للقيام بالسياسة الدولية مع المناطق الأخرى ، وبالتالى بعد حكومتى، بدأنا نزور بلدان أخرى ، لذلك أنا أعود لمصر للاحتفال بالذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا» .
أضاف دا سيلفا: «اليوم على غرار عام 2003 تهدف زيارتى إلى تعزيز العلاقات بين البرازيل وبلدان إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تلعب العلاقات مع مصر دورا مهما وفريدا فى هذه الاستراتيجية، وناقشت خلال مباحثات مع الرئيس السيسى، الموضوعات والإجراءات التى من شأنها أن تجعل تعاوننا ينمو مرة أخرى فى المجال الثنائى ويتوسع فى المحافل متعددة الأطراف» .
تابع: «اقترحت على الرئيس السيسى أن نقوم بالارتقاء بعلاقتنا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، لأن بلداننا نامية وبها عدد متنام من السكان، ويجب عليهما القيام بعلاقات كبيرة، كما يجب أن نوطد من العلاقات الثنائية فى كل المجالات الممكنة مثل الثقافة والدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم، وأن نقوم بتحقيق ديمقراطية التشغيل فى الأمم المتحدة فى ميدان الثقافة والتربية» .
أشار الرئيس البرازيلى إلى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين يبلغ مليارى دولار وهو رقم ضئيل نظرا لأهمية اقتصاد البلدين وحجم المجتمعين .. قائلا :»نريد بناء علاقة تجارية يستفيد منها الطرفان تعود بالفائدة على البلدين، وأن يكون هناك حركة للبيع والشراء مع مصر، لتكون النتيجة الأخيرة مفيدة ونحصل على حجم تجارى متوازن بين البلدين يصب فى مصلحة البلدين».