الفلسطينيون متمسكون بأرضهم مهما كانت قسوة الحرب
قبيل انتخابه رئيساً وفى خضم حملته الانتخابية تعهد دونالد ترامب بوقف الحرب فى الشرق الأوسط لكنه لم يفصح وقتها عن الطريقة الجهنمية التى سينجح من خلالها فى تحقيق ذلك.. وقتها وفى مقال فى نفس المكان وجهت رسالة إلى الرئيس ترامب فور انتخابه أسأله أن يكشف لنا عن الحل السحرى الذى يملكه والذى عجز العالم ومنظماته الدولية عن التوصل إليه على مدى أكثر من عام وسألت ترامب فى نفس المقال هل أنت واثق من موافقة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى وهل تشاورت مع القادة العرب للتأكد مما إذا كانت خطتك قابلة للتحقيق من عدمه وسألته ايضا هل وضعت فى حساباتك أن منطقة الشرق الأوسط بعد عملية «طوفان الأقصي» ليست كما كانت قبل السابع من أكتوبر حيث وصلت صواريخ المقاومة إلى قلب إسرائيل وأن الصراع صار ملتهباً ولقد وعدتم سيادة الرئيس بإنهاء هذا الصراع.. بالله عليك أخبرنى كيف وفى انتظار ردكم الكريم؟
هذا المقال كان بتاريخ 16 نوفمبر الماضى لكن يبدو أن رسالتى لم تصل.. المهم ظل ترامب محتفظاً بسرية خطته لإنهاء الصراع فى المنطقة إلى أن أفصح عنها مؤخراً خلال دردشة مع الصحفيين وفى اتصال هاتفى مع العاهل الاردنى الملك عبدالله والحل فى نظره كده بمنتهى البساطة هو نقل سكان غزة إلى مصر والأردن وتطهير المنطقة على حد تعبيره.
يبدو أن ترامب حقاً لم يستوعب المتغيرات التى طرأت على منطقة الشرق الأوسط التى اختلفت كلياً عن فترة رئاسته الأولى التى طرح فيها خطته المسماه «صفقة القرن» التى رفضها العرب لأنها تضمن السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية وبقاء القدس عاصمة لإسرائيل مقابل تحسين حياة الفلسطينيين على المستوى الاقتصادى فإذا كان العرب قد رفضوا تلك الصفقة التى تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم فهل يوافقون على تهجير الفلسطينيين؟.. وهل يقبل الفلسطينيون أصلاً الهجرة طوعاً أو قسراً؟!.
لقد رد أهالى غزة بعودة مئات الآلاف منهم إلى شمال القطاع سيرا على الأقدام لعدة ساعات بعد أن أجبروا على النزوح القسرى تغمرهم الفرحة والبهجة رغم بيوتهم المدمرة ورغم حجم الدمار الذى خلفته الحرب فى مشهد أتمنى أن يكون ترامب قد استوعبه هذه المرة مشهد يدل على مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم يعبر عن صمود هذا الشعب ورفضه للاستسلام مهما كانت قسوة الحرب أو مرارة الحياة.. لن يقبل الفلسطينيون ولن يقبل العرب نكبة اخرى «ده فى المشمش».
>>>
> غداً يمر نصف قرن على رحيلها لكنها لاتزال تعيش معنا بل ومازلنا نجلس لنستمع بفنها الراقي.. إنها كوكب الشرق سيدة الغناء العربى أم كلثوم التى رحلت عن دنيانا يوم 3 فبراير عام 1975.. نعم رحلت عن دنيانا لكن لم ولن نرحل نحن عن سماعها.