أثبتت حوادث التاريخ فى جميع الفترات أن مصر الدولة الكبيرة لها ثوابت لا يمكن أن تحيد عنها بحال من الأحوال.. حيث اكتسبتها من مواقف نابعة من ضمير شعبها الذى بنى أعظم الحضارات الإنسانية وكان له نصيب وافر فى وضع اللبنات الأولى لبناء النظم الحديثة فى إقامة وتشييد أسس الحضارات الإنسانية القديمة.
من هنا نستطيع الجزم بأن المصريين أصحاب القيم والمبادئ والمثل لا يمكن أن يتخلوا بسهولة عن تلك المبادئ التى عاشوا وتربوا عليها.. ولعل وقوفهم وبكل قوة فى وجه العدوان الإسرائيلى السافر على قطاع غزة والضفة الغربية لهو دلالة واضحة على ثبات المبدأ وقوة الإرادة والعزم الذى لا يلين.. وذلك نابع من مواقف مصرية سابقة ليس مع الأشقاء الفلسطينيين فحسب بل إن حوادث التاريخ تسجل لنا المصريين مواقف عدة كانت مصر هى الداعم والسند لكثير من الشقيقات العربيات وغير العربيات خاصة فى الحقب التى صاحبت ثورات الشعوب الحرة للمطالبة بنيل حريتها التى جثم عليها طيلة عقود وعقود نظام احتلال بغيض مثل الذى نشهد نموذجاً له قمة فى السوء فوق أرض فلسطين.
وبالتالى كان الموقف الرسمى والشعبى المصرى والذى بدا جلياً لكل دول العالم يوم أن خرجت جموع الشعب المصرى عقب أدائها صلاة عيد الفطر مساندة ومؤيدة للموقف الرسمى ومنددة وشاجبة للعدوان الصهيونى المستمر على أهالينا فى الضفة والقطاع.. ورغم الضغوط الكبيرة التى تتعرض لها مصر سواء من جانب الحلفاء المعروفين للصهاينة أو غيرهم.. إلا أن الموقف المصرى صلب لا يلين مهما كانت الضغوطات والتهديدات من أى جانب فنحن نملك القوة والقدرة على المواجهة ومهما يكن الأمر صعباً ولكن المصريين يملكون إرادة وعزماً لا يلين.
وفى الوقت الذى تخلى فيه الكثيرون عن القضية وأعطوا ظهرهم لها.. كانت مصر وشعبها فى الزمان والمكان عند حُسن الظن بها وبشعبها فالوقفة القوية والجريئة لشعب مصر فى عموم المحافظات صباح يوم الاثنين الماضى أول أيام عيد الفطر المبارك لهى دليل لا يقبل إثبات العكس على عروبة ووطنية المصريين تجاه قضية العرب الأولى وكذلك أيضاً الموقف الرسمى المصرى الداعم والمساندة دوماً للحقوق الفلسطينية فى كل الأوقات ولعل الدماء المصرية التى روت الأرض دفاعاً عن فلسطين لهى أكثر دماء ضحت لأجل هذه القضية.. ولسوف تظل مصر راعية للسلام فى المنطقة.. سلام القوة سلام الشجعان.. سلام من منطلق قوة وليس ضعفاً.. وسوف تثبت الأيام القليلة القادمة صواب الرؤية المصرية.