ليس انفراداً أو جديداً أو سراً ان الهجوم الأمريكى والضربات على مواقع الحوثيين فى اليمن الهدف منه توتير وإحداث اضطرابات فى البحر الأحمر لاغلاق باب المندب والتأثير على حركة الملاحة ومعدلات العبور فى قناة السويس ومفاقمة الخسائر التى تصل شهرياً إلى 800 مليون دولار.. لكن لماذا كل هذه السيناريوهات والأهداف والنوايا الخبيثة؟.. ولماذا هذه الحملة الشرسة ضد مصر ومحاولات الضغط عليها؟.. قلت فى المقالات السابقة ان صناعة الأزمة والاضطرابات فى البحر الأحمر هدفها مصر.. وأيضاً ان الحملات المسعورة التى يشنها أذناب وأبواق وأدوات المخطط الصهيو- أمريكى من أكاذيب وتشكيك ومحاولات بائسة وفاشلة لتشويه الموقف المصرى الشريف الرافض بشكل قاطع والذى استبق الجميع وتشكيل وعى وموقف عربى وإقليمى ودولى للتصدى لتصفية القضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير الذى تتمناه وتسعى إليه حكومة المتطرفين فى دولة الاحتلال الإسرائيلى وترعاه وتتبناه وتستفيد منه الولايات المتحدة الأمريكية والهجوم الأمريكى على جماعة الحوثى فى اليمن يأتى فى إطار الخنق والحصار الاقتصادى على مصر وان تكون هذه الاضطرابات فى البحر الأحمر سبباً فى خسارة قناة السويس لمليارات الدولارات سنوياً فى ظل تراجع معدلات عبور السفن بسبب الأحداث.. فى محاولة فاشلة لتركيع مصر والضغط عليها حتى تعود عن قرارها برفض مخطط التهجير والموافقة على استقبال الفلسطينيين وهو ما لم ولن يحدث.
ما تخطط له أمريكا وأداتها فى المنطقة إسرائيل ضد مصر ليس فى حاجة إلى كشف تسريبات جروب ضم قادة الإدارة الأمريكية ورئيس تحرير مجلة اتلانتك الذى كشف محتوى الجروب وما قيل عن استهداف مصر حتى تدفع ثمن رفض التهجير.. لأننا جميعا نعى وندرك من قبل ألاعيب الإدارة الأمريكية فى الضغط على مصر بل ونعرف أكثر من ذلك ليس فقط أهداف حملات التشويه والأكاذيب والشائعات والتشكيك بشكل يخالف الواقع والمنطق وما هو موجود على الأرض لأن المسلسل «الصهيو- أمريكى» الهابط وأدواته الإخوانية والمرتزقة فيه الكثير وهناك ما هو قادم فى إطار الحرب النفسية والاقتصادية على مصر.. بل والتلويح والتهديد والوعيد والابتزاز والزعم بدخول فلسطينيين بمقابل أو بمقايضة يضخ مساعدات فى الاقتصاد المصرى وهو ما لم ولن يحدث.. وردت الهيئة العامة للاستعلامات بشكل واف وشامل ورادع.. لكن للأسف هناك المزيد من هذه الحملات فى قادم الأيام بسبب صلابة الموقف المصرى الشريف سواء كانت حرباً وحصاراً اقتصادياً أو عرض الإغراءات أوالتهديدات أو الأكاذيب والتشويه.. باختصار لأن مصر تقف على أرض شديدة الصلابة.. من القوة والقدرة والردع ومن شأنها تهديد وجود الابن المدلل والأداة الرخيصة فى الشرق الأوسط.. كما ان الأمريكان يدركون انه ليس من مصلحتهم خسارة شريك إستراتيجى فى حجم مصر التى تمسك بمفاتيح الشرق الأوسط وأفريقيا وأنها من يقود المنطقة.. وهناك مصالح إستراتيجية متبادلة بين القاهرة وواشنطن كما ان مصر ليست بالدولة الضعيفة أو التى تخشى وتخاف وتركع أو تغير مواقفها أو تفرط فى حماية أمنها القومى.. وبالتالى فإن مناورات الأمريكان والصهاينة وحلفائهما وشركائهما وتابعيهما فى المنطقة لن تفلح مع مصر فى ظل هذه المعادلة المصرية المتكاملة والشاملة والاجماع الوطنى قيادة ودولة ومؤسسات وشعباً على رفض مخطط التهجير.. ولمزيد من التفسير فإننا أمام قيادة سياسية مصرية استثنائية.. صلبة لديها من التحدى والشموخ الذى يقطع أى طريق للتراجع أو التنازل وهو ما لا تعرفه أبداً.. الأمر الثانى ان منظومة القوة والقدرة المصرية فى أعلى درجات الجاهزية ولا توجد أى قوة قادرة على لى ذراع مصر أو ابتزازها أو مقايضتها أو اخضاعها أو اجبارها على تنفيذ ما لا تريده فليس هناك شىء تخشاه.
أقول وبكل فخر ان كل ما يدور فى تلك المؤامرة والمخطط الصهيو- أمريكى من تهديدات أو صناعة الأزمات والاضطرابات لخنق وحصار مصر اقتصادياً أو ترويج الأكاذيب والأباطيل والتشويه يؤكد شرف موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم طوعاً أو قسراً تقف وحيدة شامخة واثقة فى وجه مخطط تقوده أكبر قوة فى العالم وتحالف يضم حلفاء إقليميين وهذا يعكس مدى القوة والثقة المصرية ويؤكد أيضاً عظمة القيادة المصرية وما حققته من إنجاز تاريخى فى إعادة بناء قدرات الدولة المصرية الشاملة على مدار 11 عاماً من العمل والبناء والإصلاح والتطوير والتحديث بناء أمة عظيمة قوية وقادرة غير قابلة للخضوع والكسر بل تظل شامخة متحدية للظلم أو محاولات المساس بأمنها القومى.
لكن أعيد السؤال الذى طرحته قبل شهور ما هى الأهداف التى حققها طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 سوى أنه فتح أبواب جهنم على الشعب الفلسطينى ودمر القطاع وفتح الباب أمام المخططات؟.. وهل هناك علاقة بين هذا الهجوم والمخطط بحيث يمنح الذريعة للمخطط الصهيو- أمريكى ليعانق الواقع ويطرح على الطاولات وماذا جنى الشعب الفلسطينى من هذا الهجوم؟.. مع الاحترام الكامل للمقاومة الشعبية لكن ما هى الحسابات والتقديرات التى ارتكز عليها هذا الهجوم؟.. هل وضع فى اعتباره ردة فعل العدو الصهيونى ورعونته؟.. هل جاء فى صالح القضية الفلسطينية؟.. هل حمى الشعب الفلسطينى فى ظل الخسائر الفادحة والأرقام المفجعة فى أعداد وأرقام الشهداء والمصابين والدمار؟.. وماذا حدث للمنطقة فى لبنان وسوريا؟.. وماذا عن الموقف الآن فى قطاع غزة وشبح التهجير والتصفية.. ومصر تقف وحيدة تقاوم بشرف وتدفع الثمن ولا تجد من يساند ويدعم ويواجه ويتصدى للمخطط.. فالجميع يهربون من المواجهة إلا مصر.. والمجتمع الدولى يكتفى بمصمصة الشفاه.. لكن مصر تلعب مباراة عبقرية فى الشطرنج باحترافية ومهارة وتحرك أوراقها.. وما لديها من بدائل وترى جيداً الواقع فى أوروبا والعالم.. وهناك من يتمنى الشراكة مع مصر والمصالح المشتركة والمتبادلة ولديها زيارة مهمة للغاية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عقب إجازة عيد الفطر المبارك فى ظل خسائر أوروبا الفادحة من مواقف وقرارات الإدارة الأمريكية.. كما ان أوروبا تخسر مع استمرار اضطرابات البحر الأحمر التى صنعتها الإدارة الأمريكية.. لذلك لدينا مصالح مشتركة وإستراتيجية تحقق آمال وتطلعات البلدين الصديقين والزيارة المرتقبة تحمل العديد من الرسائل والمنافع والمصالح الإستراتيجية للقاهرة وباريس وهناك مصالح لا حصر لها مع مصر لتبقى معاداة مصر خسارة فادحة لمن يعاندونها أو يناصبونها العداء.
لذلك لابد ان نعلم ان التآمر على مصر ليس وليد اليوم.. بعد ان خرج المخطط للعلن.. لكن على مدار السنوات الماضية، فما حدث فى يناير 2011 كان الهدف منه تنفيذ ذلك المخطط وعندما جاء الإخوان إلى حكم مصر كان الهدف انتشار الإرهاب والفوضى.. وإشعال الحدود المصرية من كافة الاتجاهات الإستراتيجية.. وإسقاط الدول المجاورة الهدف منه مصر.. وكذلك تنفيذ استراتيجية نشر الأكاذيب والشائعات وحملات التشويه والتشكيك هدفها تحريض المصريين بدون فائدة.. وبالتالى تمرير مخطط التهجير على حساب الأرض والأمن القومى المصرى.. لكن الشعب فى أعلى درجات الوعى والاصطفاف خلف قيادته.