نستكمل اليوم ما بدأناه بالأمس عن سبب الكتابة .. ولمن نكتب ..
إنها نظريات فى عقول المنظرين وكلمات فى أفواه المتكلمين والخطباء، كذلك استمرت تلك الشعارات فى اذن الجماهير تشنف اذانهم ولا تسد رمقهم، فكم مرة سمعت وتابعت حديث أحدهم عن العدالة الاجتماعية؟ وكم مرة تفاعلت وصدقت وآمنت بهذه الأفكار؟ لكن ألم تسأل نفسك مرة عن تطبيق هذه الافكار ومدى نجاح تلك المحاولات فى بيئات مختلفة؟ نفس الشيء نسمعه من معسكر الدول الديمقراطية ولكن على صعيد الحرية وحقوق الانسان والحكم الرشيد واحترام إرادة الجماهير.
لكن هل تطابقت الأقوال مع الأفعال؟ وهل لمست أثرا لهذه الفلسفات على أرض الواقع؟ وعلى صعيد ثالث وفى مدرسة الايديولوجيات الراديكالية التى أرادت البحث عن طريق ثالث فكان اختراع الاسلام السياسى والصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية التى بالغت فى تحريف وتأويل الكتب السماوية بالإضافة إلى تلك الأفكار المرتبطة باختراعات الأديان الأرضية مثل البوذية والهندوسية وغيرها، كل تلك التيارات تتحدث عن العدل والحرية والمساواة والحق والخير والجمال وعن ملائكية الحلول لمشاكل الأرض وعن الخلاص من الظلم والظالمين.
لكن هؤلاء لا يطيقون كلمة واحدة من مخالفيهم فى الرأي، هؤلاء يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما يمنعون الناس من فعله، الخلاصة أننا أمام أفكار ومدارس ثلاث جميعها لم تستطع تقديم خارطة طريق واضحة ومقبولة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع، كل ما ساهمت به تلك المدارس هو اتساع دائرة الصراع والخلاف بين أفكار وايديولوجيات ومدارس تعمقت حتى باتت صراعاً بين الحضارات وانتهت بصراع مميت نعيش خلاله الآن بين الأديان.
كان الهدف من كل تلك المدارس هو راحة الإنسان وسعادته وشعوره بالعدل والمساواة مما يشيع جوا من الحب والاستقرار والشعور بالأمان بين بنى البشر، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، فلا النظام الديمقراطى حقق الحرية ولا النظام الديكتاتورى حقق الأمن ولا الرأسمالية صنعت الغنى ولا الاشتراكية قضت على الفقر، وكذلك أصحاب الايديولوجيات الدينية لم ينجح أحدهم فى تحقيق العدل ولا الحق ولا المساواة!
إذن ماذا عسانا نفعل فى وسط هذا الاخفاق الفكرى والتعثر الحضارى والضبابية الثقافية؟
ماذا يمكننا أن نقول ونفعل وسط عالم مشوه إنسانياً حيث تغلبت نزعات الشر على الخير وتعملق الباطل على الحق وصارت القوة هى الكلمة العليا فوق القيم الإنسانية؟ قولاً واحداً هناك مسارات تحتاج إلى فكر جديد ومختلف لكن أين هم المفكرون؟؟؟