> تقترب حرب العدوان الاسرائيلى على غزة من عامها الأول.. عدوان إسرائيلى همجى ووحشى على القطاع لمدة عام كامل «7/10/2023- 7/10/2024» دفع الفلسطينيون فيها قرابة الـ 50 الف شهيد و520 الف جريح ومختفى وقرابة الـ 2 مليون مهجر مع تدمير كامل للبنية التحتية الخاصة بالقطاع من تعليم ومستشفيات ومساجد وكنائس وطرق! لم يبق شيء فى القطاع إلا دمر من بشر وحجر.. رغم ذلك لم نسمع عن «الدواعش والاخوان» الذين ملأوا الدنيا صخبا فى زمن الربيع العربى «الذى اطل على الامة فى العام 2011» فى كل البلاد العربية وبخاصة فى مصر وسوريا وليبيا.. فجأة اختفى الاخوان والدواعش لان المعركة ضد إسرائيل واضحة المعالم واضحة الخنادق والاعداء..لذلك اختفوا ولم نسمع لهم ذكرا… لماذا ؟ لان الذى يحركهم ويدفعهم هو ذاته الذى يحرك إسرائيل ضد الامة ومصالحها.. لقد بُح صوتنا لنقول ذلك طيلة السنوات الاولى للربيع العربى وأنه ليس ربيعا عربيا بل «عبرى بامتياز» لكن أحدا لم يصدق وها هى الايام تؤكد ذلك فهولاء بالاساس هم أدوات الغرب وإسرائيل فى بلادنا ولا يمكن أن تكون «الاداة» بمعزل عن «المحرك» والفاعل الاصلى ومربيها بدرجة أساسية! ها هى الايام تؤكد أن «الدواعش والاخوان» هم أدوات صهيونية وغربية فى ظهورنا ولا يمكن الا أن يكونوا كذلك.. وما الاسلام والصلاة وأحاديث الثورة والاصلاح الا ترنيمات غربية وعبرية أُريد لها أن تسرى فى عقولنا وجاءت مأساة غزة وبعد عام من الدمار الممنهج لتثبت حقيقة هولاءالدواعش وأنهم ادوات غربية فى قلب الامة!
>>>
> وتوكد الوقائع ما نقول فى مصر وخارجها وصار على منوال الاخوان جماعات الارهاب الاخرى والحقائق يوما إثر يوم تتكشف؛ حيث إن إسرائيل كانت حاضرة فى كل مشهد المعارضات العربية التى ظهرت بعد 2011 خاصة المعارضات الدينية، وفى المشرق العربى تحديداً ؛ ها هى الوثائق تخرج، والحقائق تنجلي، لتقول إن تلك «المعارضات» التى أدمت الأوطان واستنزفت الجيوش، وشردت الملايين باسم الثورة، والدين لم تكن سوى أداة – وأداة رخيصة – فى أيدى المخابرات الغربية، والإسرائيلية، وأنها أدت ولاتزال دوراً رئيسياً فى خدمة أهدافها فى المنطقة تفكيكاً للوطن وإعلاء لروح الطائفية والمذهبية المقيتة لتصبح دول المنطقة مجرد ولايات دينية تعيش وسطها «الولاية الإسرائيلية اليهودية» فى اتساق وأمانا !
> تقول الحقائق :
أولاً : أكدت المعلومات والوثائق المتوفرة منذ العام 2011 وحتى اليوم أن عدة مئات من الجرحى لجماعة داعش والنصرة فى سوريا قد تم علاجهم فى مستشفيات إسرائيل وهناك زيارات موثقة لقادة الكيان الصهيونى لهؤلاء الجرحى والترحيب بهم .
ثانياً : أكدت التقارير الدولية المحايدة أن إسرائيل خلال فترة ما سمى بالربيع العربى قد أمدت داعش وأخواتها بأسلحة إسرائيلية من طريق أحد القواعد العسكرية الأمريكية بالقرب من الحدود السورية وعبر مراكز التدريب للمسلحين على الحدود مع سوريا «حوالى 300 ألف مسلح عربى وأجنبى دخلوا سوريا وتدربوا بأسلحة إسرائيلية وأمريكية» ثم لاحقاً قامت دول معروفة بالربط بين مخابرات داعش وعملاء موساد وتجار سلاح إسرائيليين مباشرة، وفى إطلالة لأحد قادة جيش الإسلام «إحدى جماعات المعارضة الدينية المسلحة فى سوريا» عبر الإعلام الإسرائيلى واسمه «إسلام علوش» وهو المتحدث الرسمى لجيش الإسلام وكان لقاء عبر الصحفية الإسرائيلية اليزابيث تسوركوب، وأعلن فيه تعاطفه ومحبته وقادة تنظيمه لإسرائيل وأن العداء فقط لنظام بشار وأنه قد وافق فى اللقاء على عقد «اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل، تحسمها مؤسسات الدولة التى ستقام بعد أن تنتصر الثورة « فأى ثورة تلك.. وأى إسلام هذا الذى يعبر على جثة الوطن بأيدى وبأسلحة إسرائيلية ؟!
فى العام 2014 زار القيادى فى «الائتلاف الوطنى السورى المعارض !!» كمال اللبوانى مقر الكنيست، وأدلى بتصريحات حب وعشق لإسرائيل، وصفقت له أجهزة إعلام وسياسة غربية باعتباره معارضاً مستنيراً حضارياً على النقيض من النظام الذى يحاربه نظام بشار الذى يرفض الصلح مع إسرائيل حتى اليوم على حد زعمه !!
ثالثا: ما يسرى على داعش وتنظيمات المعارضة السورية يسرى على تنظيمات التطرف الدينية فى مصر والعراق وليبيا وغالب الدول العربية بعد 2011 وما اكتشف من وثائق وأدلة دامغة على علاقاتهم بمن أسماهم البعض بـ «قوى الشر» تحتاج مجلدات وليس إلى مقالات؛ إن نوعية الأسلحة المضبوطة مع «عناصر ولاية سيناء» على سبيل المثال فى التفجيرات والعمليات الارهابية الاخرى التى تمت منذ 2012 أغلبها «صناعة خارجية» بل إن القنابل التى استخدمت فى انفجار مديريتى أمن المنصورة والقاهرة كانت من تلك الصناعة، طبعاً ربما جاءت عن طريق طرف ثالث أو عبر التهريب، ولكنها من هناك!! والمستفيد النهائى من استخدامها فى تقديرنا هم أعداء هذا الوطن!!
رابعا : تؤكد الحقائق السابقة ما ذكره قبل فترة الباحث فى مركز «بيجين – السادات» الإسرائيلى مردخاى كيدار الذى تحدث، فى ندوة حول موقف إسرائيل من «الاخوان» و»جبهة النصرة» و»داعش» المنبثقتين عن تنظيم «القاعدة» فى سوريا وكذلك انطلاق نشاطها فى مصر ثم تجذرها فى العراق إن «أهداف تنظيم القاعدة بكل أجنحته تتطابق مع مصالحنا وأهدافنا، ورؤية النصرة وباقى تنظيمات «القاعدة» التى تتلخص فى تقويض الجيش السورى والدولة السورية وتقسيمها إلى أربع دول، تؤدى إلى تحقيق مصالح استراتيجية عليا» وأن ما يجرى فى سيناء وفى العراق من إشغال واستنزاف للدولة هناك، يخدم استراتيجياً مصالحهم».
خامسا: نختم هذة السطور بتلك الرسالة الشهيرة التي أرسلها الرئيس الاخوانى محمد مرسى الى رئيس إسرائيل شيمون بيريز بمناسبة تعيين سفير جديد لمصر لدى إسرائيل وكيف يصفه بـ «الصديق العظيم» وأيا كانت المبررات والحجج التى سيقت وقتها بعد نشر الرسالة وما ترتب على ذلك من فضيحة لحقيقة الاخوان ومدى انتهازيتهم وتوظيفهم لورقة «النضال الفلسطيني» لمصلحة مشروعهم التفكيكى للمنطقة وللامة وهو ذاته ما يسرى هذة الايام وبعد عام من العدوان الاسرائيلى على غزة.. والسؤال الملح والمستمر : أين الدواعش العرب والاخوان الذين صدعوا رءوسنا بحب فلسطين من هذا العدوان ؟
> لقد سكتوا وصمتوا بلا خجل وسيصمتون وسيكيلون الاتهامات للآخرين فى حين أنهم هم وحدهم المذنبون.. فأين هم وماذا قدموا لغزة وشعبها؟!