«يا بخت من بكانى وبكى عليا ولا ضحكنى وضحك الناس عليا»هذا المثل المصرى القديم والذى يردده الآباء وتفسره الأمهات لباقى أفراد الأسرة، فعندما يغضب الأب أو يبدى قدرا من الضيق على حال الأسرة أو أحد أفرادها فيتحدث ناصحا بجدية شديدة تصل لدرجة الحدة ولا يهدف من كل هذا سوى المصلحة والخير والنجاح للجميع، بنفس الفكرة والمفهوم والمدلول أرى الرئيس السيسى القائد والإنسان الذى يمثل «حالة تاريخية نادرة» يقوم بما يقوم به رب الاسرة مع باقى أفرادها، تجد الرئيس مهموما بكل التفاصيل الجارية وعينه على المستقبل، يرى بعيدا عما يراه غيره مستشرفا المستقبل بحلوه ومره وتحدياته، عقل الرئيس كما «الخوارزميات» تفاصيل دقيقة وتحليلات عميقة وتنبؤات صائبة، الرئيس المُعذب بالمعرفة الموسوعية والفهم الصحيح والوعى المنضبط والإخلاص المجرد والشرف المتناهى والنزاهة المفرطة يحلم لبلاده بالتقدم الحقيقى غير المزيف وهذا التقدم لن يتحقق إلا بالتضحيات الجمعية للأمة وهذا لن يتأتى إلا بالوعى الجمعى الذى لن يتحقق بدوره إلا من خلال رجال يحملون الفكرة وينشرونها بين الناس حتى يحدث التشبيك والترابط الفكرى والثقافى المطلوب، وهذا يفسر لنا كل مداخلات الرئيس وتفاصيلها وما تحمله من نصائح حادة احيانا وهذا يحدث أثناء الافتتاحات لمشروعات ضخمة وتاريخية تستوجب «حالة فرح» الرئيس لم يسمح لنا بالاستغراق فى هذه الحالة الرضائية عن الذات، لان الرضا والفرح ربما يدفعنا إلى الاسترخاء، والرئيس دوما ما يقول ما زال الطريق أمامنا طويلاً، إننا لم نفعل شيئا حتى الآن، أتذكر فى يوم كنا نفتتح مشروعا ضخما فى الدلتا الجديدة وقلت للرئيس «مبروك» فبادرنى «على ايه» مازال الطريق طويلاً وأمامنا مشوار يحتاج منا جميعا التكاتف والتفانى والإخلاص، من هنا أفسر كل تعليقات ومداخلات الرئيس، أتفهم الحسم والجدية فى كل عباراته، الرجل مُعذب بحب الوطن وعشق الإنجاز، ودوما يصارحنا بحالنا ولا يضحكنا ويضحك الناس علينا.. وهنا أقول بأعلى صوت «يا ليت قومى يعلمون».