لماذا لم تتوقف الحرب الاسرائيلية الغاشمة حتى الآن؟ هذا التساؤل يطرح نفسه بكل قوة رغم كل الجهود المضنية والعظيمة التى تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب. من المستفيد من إشعال المنطقة بهذا الشكل؟ ولماذا كلما تقترب الأمور من وقف الحرب تعود الى المربع صفر مره أخري؟ هناك أمران لا ثالث لهما فى هذا الشأن الأول هو أن إسرائيل تعرقل كل المفاوضات التى تقوم بها مصر وغيرها من أجل وقف الحرب. الثانى هو أن الإرادة السياسية الأمريكية غائبة تماما من أجل هذا الأمر وهو ما تحدثت عنها من قبل.وبالتالى تتعقد الأمور بهذا الشكل. وكنا فى الأسابيع الماضية قد نوهنا إلى قرب وقف الحرب الإسرائيلية بعد كل المؤشرات والدلائل التى تؤكد على ذلك، الا أنه رغم ذلك لم يحدث..والسبب هما الأمران اللذان قلتهما مسبقا.. بل إن ما يزيد الطينة بلة ما يردده الإعلام الصهيونى الذى يتطاول بشكل فج. ويشكك فى موقف مؤداه وقف هذه الحرب.
الموقف المصرى ثابت لا يتغير أبداً فيما يتعلق بدعم الأشقاء الفلسطينيين الذين يتعرضون لحربين فى آن واحد، الأولى حرب إبادة بشعة باستخدام كل الأسلحة المحرمة دولياً وغير المحرمة، والثانية عبارة عن حرب تجويع لمن تبقى من الأشقاء فى غزة، وأمام هذا المشهد الصعب والمعقد لم تتخل مصر عن دورها المهم والرائد وهو منع تصفية القضية الفلسطينية ووقف التهجير القسرى للفلسطينيين الذى تسعى إليه إسرائيل بهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية. الدور المصرى ظاهر وواضح منذ نشأة الكيان الصهيونى على الأرض العربية المحتلة، حتى الحرب البشعة على غزة الآن.
ودعونا نقولها صراحة وبدون لف أو دوران هل توجد أى دولة فى العالم بخلاف مصر تحمل على كاهلها عبء القضية الفلسطينية؟! والإجابة ليست صعبة وهى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تحرص على تفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولا يحرك مصر سوى هذا الهدف العظيم، فلا حل للقضية الفلسطينية بدون إقامة دولتهم المستقلة، ومن أجل ذلك تبذل القاهرة الجهود الشاقة والمضنية منذ ما يزيد على القرن من الزمان، لوقف كل مهازل الصهيونية، ومؤخرا منذ اندلاع الحرب على غزة، تصدت بل أحبطت كل المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
السؤال الذى يطرح نفسه لماذا يتم الآن التشكيك فى الدور المصرى العظيم؟! والإجابة ليست خافية على أحد وهى أن إسرائيل والولايات المتحدة يعلمان جيداً الدور المصرى المهم، وكيف أن القاهرة تتصدى لكل محاولات تصفية القضية ومنع تهجير الفلسطينيين سواء من غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن. كما أنه لا يخفى الدور الكبير الذى تقوم به مصر من أجل إنفاذ المساعدات إلى الأشقاء سواء كانت غذائية أو طبية أو وقوداً وخلافه من توفير سبل الإعاشة الطبيعية، هذا الدور المصرى المهم دفع تل أبيب وواشنطن لأن ينشروا شائعات ضد مواقف القاهرة الصلبة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربي، ووقف المخطط الجهنمى لتصفية القضية الفلسطينية.
وبالتالى فإن موقف القاهرة تجاه وقف الحرب ومنع تصفية القضية الفلسطينية واضح ولن ولم يتغير أبداً، بخلاف ما تنشره وسائل الإعلام الصهيونية الأمريكية التى تنفذ سياسة إشاعة الفوضى والاضطراب بالأقطار العربية، واستعصى ذلك على مصر القوية القادرة.. ورغم كل ما يحدث فى المنطقة إلا أن الله حافظ لمصر من السقوط فى هذا الوحل الذى سقطت فيه بلاد أخري.
ولذلك فإن الأمل فى وقف الحرب الإسرائيلية يتبدد كل يوم بسبب كل هذه التصرفات الإجرامية سواء من أمريكا أو الصهيونية.