> تحسين التجربة السياحية لسياح مصر كان ومازال وسيظل من أهم اهتمامات جميع الحريصين على استمرار نمو وازدهار الحركة السياحية فى مصر.. وتشمل التجربة كل ما يتصل بالسائح منذ وصوله حتى عودته إلى بلده.. بما فى ذلك من يلتقى بهم.. أو ما يصادفه فى رحلته بداية من وصوله فى المطار أو ميناء الوصول وانتهاء بنفس المطار أو الميناء فى رحلة العودة إلى بلده.
> ولأن التجربة السياحية اذا كانت ناجحة فهى التى تؤدى إلى تكرار زيارة السائح لمصر.. وهذا التكرار هو ما يصنع الفارق عامًا بعد عام.. لأنه سيأتي.. وسينصح غيره بأن يزور مصر.. اما اذا كانت تجربة السائح غير ناجحة فانه لن يعود مرة أخري.. وبالتالى نكون خسرنا زياراته التى كانت يمكن ان تستمر مرات.. ولا يقف الامر عند هذا الحد فإنه سينصح من يعرفهم بآلا يزوروا مصر.. ويحكى لهم متاعبه ومشاكله خلال الزيارة ويتسبب بذلك فى عدم حضور آخرين غيره.
> وهنا خطورة مرور السائح بتجربة سلبية خلال زيارته لمصر.. لأننا سنحرم منه وسنحرم من كل من ينقل اليهم تجربته السلبية.. وهنا لن تجدى حملاتنا الدعائية كثيرًا.. لاننا سنجد مركز دعاية مضادة لنا مع كل من مر بتجربة سلبية.. لا يتردد فى رواية تجربته السلبية الى كل من يحادثه فى شأن مصر.. أو يعرف عنه رغبته فى زيارة مصر.
> وتنتشر سلبيات التعامل مع السائح فى معظم المناطق الاثرية والسياحية.. وهى تحتاج جهدًا كبيرًا لمواجهتها ولكننا اليوم نركز حديثنا على السلبية الكبرى التى تنفر كل سائح يزور مصر.. مع تجربة زيارته لأهرامات الجيزة.. وقد سبق ان كتبنا كثيرًا حول ما يعانيه زوار الهرم.. من الجمالة.. والخيالة.. أو الخرتية.. أى من يؤجرون الجمال للسائحين.. ومن يؤجرون لهم الخيول.. أو عربات الكارتات.. اما الخرتية.. فهم من يسحبون السياح إلى محلات البازرات سواء للعطور أو منتجات خان الخليلي.. وخاصة بالنسبة للسياح الذين يأتون فرادي.. اما سياح المجموعات فإن المرشدين يتكفلون بهذا.. سواء فى الاهرامات او فى المناطق الاثرية الاخرى واغلبهم عادة ينهون الزيارة للاثر بسرعة كبيرة لكى يخصصوا ما تبقى من الوقت لمحلات البازرات والعطور ومصانع الالباستر والملابس وغيرها.. حيث يحصل غالبيتهم وكذلك شركاتهم على العمولات.. سواء اشترى السياح ام لم يشتروا.
>>>
> وقد نشرت من قبل رسالة للاستاذ أحمد النحاس رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية الاسبق عن تجربة صديق له من احدى الدول الأوروبية جاء إلى مصر ومر بتجربة قاسية فى تعامله مع هؤلاء.. وأقسم الرجل ألا يعود إلى مصر ثانية.. فضلاً عن أنه لن يفكر بتوصية أحد بزيارتها.. أو تنظيم رحلات اليها.
> وفى يومين متتاليين تقريبًا قرأت مقالين لكاتبين اتابع كتاباتهما الجادة باحترام الأول هو د. عادل نعمان فى المصرى اليوم وقد كتب تحت عنوان «السيد وزير السياحة.. المافيا أولاً».. وكان ذلك يوم الخميس الماضى والثانى الاستاذ أحمد رفعت فى جريدة الوطن.. وقد كتب يوم السبت الماضي.. تحت عنوان «عاجل إلى وزارة السياحة».. والمقالان يتناولان موضوعات تتعلق بسلبيات التجربة السياحية للسياح.. وعلى وجه التحديد ما يحدث للسائح فى منطقة الاهرامات.. وهكذا ينتقل الموضوع مع ما كتبناه إلى دائرة الاهتمام العام.. خاصة مع ما يشار إلى ان ركوب الجمال أو الخيول أو البازارات هو خديعة يقع فيها السياح.
> المشكلة معروفة.. والكل يعرفها.. ولكن ثبت ان جميع الحلول العادية.. جميعها على وجه الاطلاق.. فشلت فى كبح جماح هذه الفئات.. ولكى لا تتعقد الامور.. يكفى ان نتناول الآن التجربة السياحية فى الهرم.. خاصة فى ضوء ما يجرى فيه من تنظيمات وترتيبات لم تتم بعد بصفة رسمية.. ولكن بعد ان ثبت ان أى تنظيمات بالنسبة لركوب الخيول والجمال أو البازارات وغيرها لن يفيد.. ماذا يكون الحل اذن؟.
> وفى رأيى انه لابد من حل جذري.. والحل الجذرى كما أراه هو الغاء هذه التجربة السلبية تمامًا.. أى لا خيول ولاجمال ولا بازارات فى الهرم.. ؟.. ومن اين يتعيش اصحابها الذين يحققون الملايين وبالعملات الصعبة.. الحل هو اعطاؤهم معاشات.. ويعيشون فى بيوتهم.. أو يؤهلون انفسهم لمهن أخرى بعيدة عن السياحة.. فيضمنون معاشًا يعيشون منه.. ونضمن نحن التخلص من سلبياتهم.
> اما باقى الخرتية.. فيجب تجريم مهنتهم.. ولكن كيف يمكن الوصول اليهم وتجريمهم.. لابد من تعديل تشريعى يوصف هذه المهنة على وجه التحديد ويجرمها.. ثم يتم التطبيق بصرامة وحزم وحسم.
> المعركة ضد السلبيات طويلة وصعبة.. ولكن لابد منها.. اذا اردنا للسياحة ان تزدهر.. واذا اردنا للسائح ان يعود مرة أخري.. واذا اردنا ان ندرأ عن انفسنا حملات الدعاية المضادة ضد مصر من كل من يعانى من سلبيات تجربة زيارة الهرم.
> اما عن المرشدين.. فنقابتهم كفيلة بهم.. وانا اجزم من الآن انها لن تفعل شيئًا.. فليست هذه هى المرة الأولى التى نتناول مشاكلهم.. ولن تكون الأخيرة.. وفى باقى صور التجربة السلبية فى مناطقنا الاثرية والسياحية.. لابد من تفعيل دور باقى الوزارات وأجهزة المحافظات فى مواجهتها.
> اعتقد اننا فى معركة حقيقة ونحن نريد ان نحقق 30 مليار دولار و30 مليون سائح.. وللمعركة تدابيرها.. وإجراءاتها الصارمة والحاسمة.. والباترة أيضًا.. ولا يمكن ان يترك الهرم مرتعًا لهذه الفئات.