وبدأ الإعلام الغربى يطرح السؤال الذى طرحناه من قبل عن الموقف الأوروبى تجاه ما يحدث فى غزة منذ ستة أشهر!!
وصحيفة «الجارديان» البريطانية فتحت الحوار بمقال طويل عما أسماه كاتبه بالنفاق الغربى فى مواجهة إسرائيل.. ومبديا استغرابه من عدم تعامل الدول الأوروبية مع ما يحدث فى غزة على أنه نوع من الإبادة الجماعية..!
والواضح ان الاتحاد الأوروبى هو الخاسر الأكبر فى الحرب الدائرة على غزة، فالولايات المتحدة الأمريكية قد يكون لها مبرراتها فى الانحياز السافر لإسرائيل باعتبار ان اسرائيل موجودة فى العقل والمصالح الأمريكية ومن منطلق ان القرار السياسى فى واشنطن يتخذ من قبل جماعات مصالح تعمل وفقاً لرغبات وأوامر يهودية تسيطر على مفاتيح القوة فى أمريكا ولكن ما هى أعذار ومبررات الاتحاد الأوروبى الذى كان يتشدق طوال السنوات الماضية بأنه حامى الحمى للديمقراطية وحقوق الانسان فى العالم؟!
ان الاتحاد الأوروبى وقف عاجزا أمام اسرائيل ولم يقدر ولم يتحرك فى اتجاه إصدار أى نوع من القرارات «المعنوية» لوقف إطلاق النار.. ولم يصدر قرارا يدعو لهدنة انسانية رغم سقوط أكثر من ثلاثين ألف شهيد فلسطينى فى الحرب الدائرة فى غزة.. ولم يتعامل مع قتل المدنيين على انها جرائم حرب..!
والذين كانوا ينتظرون موقفا عادلا من الاتحاد الأوروبى كانوا من الذين خدعوا طوال عقود من الزمان بالمبادئ الانسانية التى يتحدث عنها الاتحاد ويروج لها ولم يدركوا انها كانت أدوات العصر الحديث للسيطرة على الشعوب وخداعها.. والاتحاد الأوروبى الذى كان يرفع هذه الشعارات كان هو من يسعى لتوقيع عقود السلاح مع أى دولة تحقق له المصالح المادية دون النظر إلى تاريخها فى حقوق الانسان.. انهم يمارسون النفاق والابتزاز فى وقت واحد.. ومازال هناك من ينخدع بهم ويصدقهم.
>>>
وننتقل إلى الداخل.. إلى حديث من وحى أيام عيد الفطر المبارك.. إلى بلادنا الجميلة التى تحتاج إلى إعادة اكتشاف مواطن القوة والجمال فيها.. وطوف وشوف فى مصر ستجد أجمل مزارات الدنيا السياحية من الأقصر وأسوان إلى الإسكندرية.. ومن القاهرة إلى شرم الشيخ.. والأجمل من كل هذه المناطق أن تطوف وتتأمل فى جمال الريف المصرى وأن تتساءل.. كيف ولماذا لم يصبح هذا الريف الساحر من أهم المقاصد السياحية فى مصر.. لماذا لم تكن هناك استراحات واستعدادات لاستقبال السائحين فى مدن الشرقية التاريخية.. وفى طنطا وفى المنوفية.. وكيف لم نجعل ميت أبو الكوم قرية أنور السادات مزارا ومتحفا مفتوحا.. وكيف لم نجعل سواقى الفيوم التاريخية معلما من المعالم التى يجب أن نحافظ عليها.. وأين نحن من مدن مصرية كثيرة كتبت التاريخ فى المنصورة.. أين نحن من كنوز حية فى كل مدن مصر القديمة..!
مصر ليست سياحة «المولات» و»الكافيهات».. مصر سياحة الشارع لأن الشارع فى مصر هو لوحة فنية فيها كل شيء.. متحف مفتوح طوال اليوم ومجانا.. ويحتاج إلى بعض الرتوش البسيطة لكى يكون أجمل متحف للحياة.
>>>
وأتحدث عن هموم المهنة.. وقد تألمت كثيرا لشريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لأحد الاعلاميين الرياضيين وهو يعترف بأنه كان يتقاضى أموالا هو وزميل له لمهاجمة رئيس أحد الأندية الرياضية فى مواجهة المنافس الثرى الذى يدفع من أجل الانتقام..!
وما تحدث عنه هذا الاعلامى الذى قال «أنا بتاع فلوس جدا» هو من الظواهر السلبية فى مهنة الاعلام وحيث لا يجب ولا ينبغى أن يعلو صوت فوق صوت الحق والعدل.. وحيث ينبغى أن يكون ضمير الاعلامى هو الرادع وهو القانون وحيث يجب أن نكون حراسا لأمانة الكلمة والخبر الصادق والضمير الحي.
اننا حين ندافع عن شرف الكلمة وعن المسئولية الاعلامية انما نحاول بذلك الحفاظ على المصداقية وحماية السلام الاجتماعى والحفاظ على كرامة الانسان بعيدا عن التشهير والابتزاز والأخبار الكاذبة وهى معركة بالغة الصعوبة أمام المغريات المادية وأمام طمع البعض ورغبتهم فى الثراء على حساب الأخلاق والقيم والمبادئ.. هذا عصر مخيف الكلمة فيه لمن عنده المال.. وإليه الناس قد ذهبوا..!
>>>
وتعالوا نذهب إلى حيث توجد معايير ويوجد ثواب وعقاب ووزيرة الصحة النرويجية التى اكتشفوا انها قبل ثلاث سنوات قامت بسرقة أجزاء من رسائل علمية لآخرين ووضعتها فى أطروحة الماجستير الخاصة بها دون الإشارة لمصدرها..!! لقد قاموا على الفور بسحب رسالة الماجستير منها واعتبروا ذلك سلوكا غير أخلاقي.. وتواجه شبح الطرد من الحكومة أيضاً..! الأمم المتحضرة لا تبنى على الغش والفهلوة والاستيلاء على جهد الآخرين وإنما تبنى على الابداع والابتكار واحترام حقوق وعقول الآخرين.. ولهذا يتقدمون ولهذا يتفوقون.. ولهذا هم فى المقدمة.
>>>
ولا حديث فى الشارع المصرى يعلو فوق حديث مباراة كرة القدم القادمة فى الدورى المصرى بين فريقى الأهلى والزمالك.. فالمباراة ليست ثلاث نقاط فقط.. المباراة بين القطبين هى بداية ونهاية.. بداية لطريق أحدهما نحو بطولة الدوري.. ونهاية لمسيرة آخر من لاعبين وإدارة ومدرب.. لا قمة تعلو فوق الأهلى والزمالك.. ويوم الاثنين القادم لن يكون يوما عاديا انه العيد عند البعض والزلزال عند البعض الآخر.. وربنا يستر.