مع قرب بدء العام الدراسى الجديد، لا تزال المدارس فى قطاع غزة مغلقة فى ظل الحرب المستمرة منذ شهر أكتوبر الماضى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
ويفترض أن يعود الأطفال للمدارس هذا الأسبوع إلا أن معظمهم محاصرون فى مساعدة أسرهم فى النضال اليومى من أجل البقاء وسط الحرب الإسرائيلية المدمرة بحسب ما نشرت وكالة أسوشيتد برس فى تقرير لها.
نبه التقرير إلى ما سبق وذكره عاملون فى المجال الإنسانى بشأن ان الحرمان المطول من التعليم يهدد بإلحاق أضرار طويلة الأمد بأطفال غزة.
اشار التقرير إلى حرمان 625 ألف طفل فى سن الدراسة فى غزة من عام دراسى كامل تقريبا. ومع تعثر المفاوضات لوقف القتال، لا يُعرف متى يمكنهم العودة إلى الفصول الدراسية.
يذكر أنه قد تضرر أكثر من 90 ٪ من المدارس فى غزة بسبب القصف الإسرائيلي، 85٪ منهم تم تدميره على نحو يجعله فى حاجة إلى إعادة بناء كبرى وهذا يعنى أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن يصبح صالحاً للاستخدام مرة أخري، كما دمر القصف جامعات غزة.
وطرد نحو 1.9 مليون شخص من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم. وقد احتشدوا فى الخيام المترامية الأطراف التى تفتقر إلى أنظمة المياه أو الصرف الصحي، أو فى مدارس الأمم المتحدة والحكومة التى تعمل الآن كملاجئ.
إلى ذلك عملت جماعات الإغاثة على إنشاء بدائل تعليمية، بالرغم من أن النتائج كانت محدودة حيث تكافح مع زيادة الاحتياجات الأخري.
من جانبها ذكرت المتحدثة الإقليمية باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، تيس إنجرام،أن الأطفال الأصغر سنا يعانون فى نموهم المعرفى والاجتماعى والعاطفي، والأطفال الأكبر سنا معرضون لخطر أكبر من جرهم إلى العمل أو الزواج المبكر.
أوضحت إنجرام أنه كلما طالت فترة بقاء الطفل خارج المدرسة، زاد خطر تركها بشكل دائم وعدم العودة إليها.
قالت إنجرام إن يونيسف ووكالات الإغاثة الأخرى تدير 175 مركزا تعليميا مؤقتا، تم إنشاء معظمها منذ أواخر مايو، والتى خدمت حوالى 30 ألف طالب، مع وجود حوالى 1200 مدرس متطوع، يقدمون دروسا فى القراءة والكتابة والحساب بالإضافة إلى أنشطة الصحة النفسية والتنمية العاطفية.
أوضحت المسئولة أنهم يكافحون للحصول على الإمدادات مثل الأقلام والورق والكتب لأنها لا تعتبر أولويات منقذة للحياة حيث تكافح مجموعات الإغاثة لإيصال ما يكفى من الغذاء والدواء إلى غزة.
وفى أغسطس الماضي، بدأت الأونروا برنامج «العودة إلى التعلم» فى 45 من مدارسها التى تحولت إلى ملاجئ توفر للأطفال أنشطة مثل الألعاب والدراما والفنون والموسيقى والرياضة. وكان الهدف منها هو منحهم بعض الراحة، وفرصة للتواصل مع أصدقائهم وأن يكونوا «مجرد أطفال».