لك يا مصر السلامة.. وسلاماً يا بلادى إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادى واسلمى فى كل حين.. أنا مصرى بنانى من بني، هرم الدهر الذى أعيا الفنا، وقفة الأهرام فيما بيننا لصروف الدهر وقفتى أنا، فى دفاعى وجهادى للبلاد لا أميل ولا ألين.
كانت هذه المقدمة جزءاً من الكلمات الرائعة للشاعر الكبير مصطفى صادق الرافعى التى كانت نشيداً وطنياً لمصر فى الفترة من عام 3291 إلى عام 6391، وهى الكلمات التى نسترجع معانيها اليوم ونتذكرها ونحن ندعو للمحافظة على قوة وكيان وهيبة الدولة المصرية التى هى الحصن والملاذ وقلعة الصمود والتصدى لكل المخططات والخطط والمؤامرات التى تحاك بالمنطقة العربية والتى تسعى إلى فرض واقع جديد ورسم خارطة مختلفة للشرق الأوسط.
وحافظوا على مصر.. هذا ليس نداء عاطفياً، هذا مطلب واقعي.. ولن يحافظ على مصر إلا أبناؤها.. لن يحمى هذا الوطن إلا شعب مصر بمختلف أطيافه وفئاته، نحن فى مواجهة مع قوى معلنة وقوى خفية.. مع أصدقاء فى العلن وأعداء فى الباطن.. نحن فى مرحلة اختلطت فيها الأوراق والمعايير والمصالح، فلم يعد واضحاً أحياناً من هو العدو ومن هو الصديق.. من يقف معنا ومن يتآمر ضدنا.. من يحرص على استمرار قوتنا وتماسكنا ومن يعمل على إضعافنا وتفرقنا..!!
وليس مهماً كل هؤلاء.. المهم هو نحن.. نحن الذين قدمنا أروع الأمثلة فى الصمود أمام الأزمات.. نحن الذين تحملنا الغلاء والتضخم والمعاناة من أجل أن يبقى الوطن.. نحن الذين حافظنا بأنفسنا على أمن واستقرار هذا الوطن فى أوقات الفوضى والغياب الأمني.. نحن الذين خرجنا فى عام 3102 نكتب ونرسم خارطة طريق لدولة حديثة تسابق الزمن من أجل أن نكون جزءاً من المنظومة العالمية المتطورة.. نحن الذين فتحنا حدودنا لكل من لجأ إلينا وتقاسمنا معهم لقمة الخبز رغم كل الظروف الصعبة إيماناً ويقيناً بأن هذا هو قدرنا وهذا هو دورنا.. وهذه هى مكانتنا.. نحن الذين لا نميل ولا نلين فى حب بلادنا.. نحن القلب الذى سيظل نابضاً بالحياة.
>>>
وقبل أربعين عاماً من الآن فإن صاحب الرؤية.. حكيم الأمة.. فيلسوف المرحلة محمد أنور السادات رئيس مصر الذى عبر بها القناة ليحقق الانتصار ويسترد الأرض هو من حذر من الأوضاع فى سوريا.. هو من تحدث علانية عما يحدث فيها من تجاوزات ومجازر.. هو من بين كل العرب من أطلق الصيحة الأولى والنصيحة الأولى فى مطالبة القيادة السورية بأن تحتكم إلى صوت العقل بدلاً من المزايدات والشعارات التى تهدف وتستهدف إلهاء الآخرين عما يحدث داخل سوريا.. وحده أنور السادات كان قادراً على قراءة المشهد السياسى بواقعية وبشجاعة وبحكمة لم يكن فى مقدور الآخرين أن يتحلوا بها.
>>>
وماذا يريد نتنياهو إسرائيل؟ إنه لا يتوقف عن الحديث عن أن إسرائيل هى من سيغير وجه الشرق الأوسط.. وأنها ستؤسس شرقاً أوسطياً جديداً.. ويدعو فى ذلك إلى الانضمام إليه قائلاً «من يتعاون معنا سيكسب ومن يهاجمنا سيخسر»..!
ونتنياهو الذى خرج من معركة إبادة المدنيين فى غزة معتقداً أنه قد أصبح منتصراً يدخل بالمنطقة فى أجواء ملتهبة باحثاً عن تحقيق مشروعه الفاشل فى بناء شرق أوسط جديد، وقد دفعه غروره إلى انتهاز الأوضاع فى سوريا وشن الغارات عليها والتقدم داخل أراضيها، وهى خطوات مجنونة تمثل البداية لانهيار مشروع نتنياهو الوهمي.. فالهجوم على سوريا ومحاولة تأكيد احتلال الجولان للأبد هو بداية النهاية فى علاقات أكثر وداً وتطبيعاً مع إسرائيل.. والذين كانوا على استعداد لتقبل العلاقات الدافئة مع إسرائيل سيجدون أنفسهم فى حاجة لمراجعة مواقفهم الآن..! مشروع الشرق الأوسط الإسرائيلى لا وجود له إلا فى مخيلة نتنياهو وحده ولفترة محدودة..!
>>>
ولا سؤال.. ولا حوار إلا عن عام 2502.. هل أنت متفائل أو متشائم..! ولأن التفاؤل والتشاؤم صفات إنسانية فإن الناس فى هذا الصدد تحاول أن تبحث عن أمل جديد يدعوها للتفاؤل ويدفعها إلى الاستمرار فى الحلم والأحلام.
ولا يوجد فى رأينا تقييم يعتمد على التفاؤل أو التشاؤم.. وإنما هى وقائع وأحداث ومقاييس يمكن أن نبنى عليها تفاؤلنا أو تشاؤمنا.. وإذا كانت الأمور سوف تستمر على نفس الحال والمنوال فى العلاقات الدولية التى أصبحت غريبة ومعقدة فإنه لا يوجد ما يدعو إلى التفاؤل.. فى قضايا العالم.. ولكن إذا كان الحديث عن قضايانا الحياتية الداخلية هو موضوع ومعيار الحديث فإننا نقول إن الإرادة الشعبية المتمثلة فى القدرة على مواجهة الأزمات هى المعيار وهى التحدي.. فأمامنا طريق شاق.. وأمامنا مطبات كثيرة متوقعة، ولكن لدينا أيضاً حب الحياة والصبر والثقة فى أننا سنكون وأننا سوف نعبر النفق الذى كان مظلماً.. لدينا الأمل والإيمان وهذا هو سر البقاء.. ومن حقنا ومن واجبنا أن نتفاءل.. وتفاءلوا بالخير تجدوه.
وأخيراً:
>> أصعب رحيل هو رحيل من يرحل عنك ولا يرحل منك.
>>>
>> والعين لا تكتم سراً.
>>>
>> وللبعض أماكن خاصة فى قلوبنا لا يعلمون عنها.
>>>
>> وإذا أردت أن تكون عزيزاً ابتعد عن كل من لا يقدر قيمتك.