قراءة فى الماضى والحاضر والمستقبل.. مصر تنتصر
كانت مصر أمام ثلاثة سيناريوهات فى 30 يونيو 2013، الأول أن تدخل فى حرب أهلية، ويتقاتل شعبها، وتسقط الدولة الوطنية ومؤسساتها، وهو هدف جماعة الإخوان الإرهابية «يا نحكمكم يا نقتلكم».. الثانى أن يظهر قائد وطنى شجاع وشريف.. مصر ومصلحتها هى هدفه الأول ليقوم بانقاذ الدولة، وحماية شعبها من الجماعة الإرهابية ويتصدى مع جيش مصر العظيم لإرهاب الإخوان وعداء المصريين، ولأن مصر محفوظة بأمر ربها سخر لها هذا القائد، وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، لم يفكر فى أى شيء، فى حياة أو دنيا، ولكن فى وطنه وشعبه، قرر بشجاعة أن يلبى نداء المصريين، ويحمى إرادتهم مهما كانت التضحيات والحسابات والثمن.. وتلك هى شيم الشرفاء والعظماء.
السيناريو الثالث، هو بيت القصيد، وهو هدف المقال ويتمثل فى سؤال كبير ماذا لو تركت مصر على حالها وأوضاعها وأزماتها ومشاكلها المتراكمة وضعفها، وأوجاع عقود سابقة، وتداعيات الفوضي؟.. والسؤال المهم، ماذا لو قررت مصر منذ ثورة 2013 أن تعلق «يافطة» ليس لدينا وقت للبناء والتنمية نحن نخوض معركة مصيرية، نحارب الإرهاب الأسود وهذا يكفي؟ والسؤال الثالث فى السيناريو الثالث.. كيف كان حالنا الآن فى مواجهة تحديات وتهديدات ومخاطر غير مسبوقة، ومؤامرة ومخطط يستهدف مصر ويعتبرها الجائزة الكبري، تحاصرها النيران من كل اتجاه، وتعيش فى منطقة شديدة الاضطراب والتصعيد يتنامى يوماً بعد يوم.. أيضاً ماذا لو قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل سنوات التفرغ لمحاربة الإرهاب واختار أن يترك الأمور والضعف، والمشاكل والأزمات على حالها دون أى رؤية وإرادة.. تخيل فى هذا التوقيت، من تحديات وتهديدات وجودية، واطماع وأوهام تقودها الدولة الأقوى فى العالم وضغوط ومحاولات لفرض إملاءات وأمر واقع والسؤال ماذا لو كنت ضعيفاً مستكيناً لم تبن القوة والقدرة والردع والقدرة الشاملة والمؤثرة على مدار الـ 11 عاماً الماضية، ماذا عن المشهد الآن، هل كنت سترى مصر بهذه الصلابة والقوة والثقة فى مواجهة المؤامرة والمخطط الذى يستهدف تركيع مصر، هل سألت نفسك سر صمود مصر فى وجه قوى الشر، وفشل كل محاولات تخويفها وتركيعها.. هل سألت نفسك ماذا لو فرطت مصر قبل سنوات فى تحويل مصر إلى دولة القوة والقدرة والفرص وتحويل الأزمات والمشاكل المتراكمة ومحدودية الموارد والقدرة إلى طاقات ضوء وإنجازات ونجاحات عظيمة ودولة صلبة تمتلك الفرص، والقدرة والثقة على حماية أمنها القومى بمفهومه الشامل.. هل سألت نفسك ماذا لو لم يتخذ الرئيس السيسى قرار بناء مصر الحديثة، ماذا لو قرر أن يكتفى بالحرب على الإرهاب، ماذا لو اختار طريق البحث عن الاستقرار الهش وترك البلاد والعباد يعيشون على قنابل موقوتة من المشاكل المتراكمة والأزمات المزمنة، مع تراجع فى الموارد، ونمو سكانى يتصاعد.
بكل موضوعية وصراحة وبدون مجاملة ويستطيع أى موضوعى وصاحب تفكير علمى أن يقارن مصر كيف كانت قبل السيسي، وكيف أصبحت فى عهده، لك أن تتخيل أن الفوضى فى يناير 2011، كانت تهدد وجود مصر وضياعها وسقوطها، أى هزة أو ريح كانت تمثل خطراً على مصر فى ظل أوضاع اقتصادية فى حالة انهيار، وتراجع كبير فى كل ما يقدم للمواطن، وغياب الإصلاح الحقيقى والشامل الذى يعالج الأزمات من جذورها وليس بالمسكنات التى تخفف الآلام بشكل مؤقت ثم سرعان ما يصرخ المريض من شدة الوجع وربما يصارع الموت، لذلك كانت الصراحة والشفافية الرئاسية هما السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد والعباد.
هنا أخاطب فى المواطن المصرى التفكير والعقل واسترجاع شريط السنوات التى سبقت الرئيس السيسي، كان المواطن المصرى يعتبر أن نجاة مصر حلم وأيضاً أن يعود إليه الأمن والأمان والاستقرار، أمنية، يقدمها على أى شيء فى هذه الحياة.. لذلك عندما تقرأ ما يدور ويجرى فى المنطقة الآن من صراعات واضطرابات ومخططات وأيضاً ما يواجه مصر من حرب شرسة فهناك تحالف «صهيو ــ أمريكى إقليمي» يريد إيقاف عملية التقدم والقوة والقدرة المصرية، لأن هذا التحالف يدرك أن صعود مصر يمثل خطراً داهماً على شرور وأطماع ومخططات هذا التحالف الشيطاني.. ليس هذا فحسب فهناك من يجاهر على الهواء بمطالبة مصر بفتح حدودها لتهجير واستقبال الفلسطينيين فى سيناء وهم أصحاب الوطن والأرض الفلسطينية والحقوق المشروعة، هل تتخيل أن تحاول الغطرسة والهيمنة والتوليح والتهديد بالقوة أن تفرض علينا أمراً واقعاً والسؤال هل رضخت مصر، هل استجابت، هل خافت.. بالطبع لا، وردت بشموخ وقوة وتحد، ورفضت بشكل قاطع تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير سكان قطاع غزة أو الضفة إلى مصر والأردن، ولا تفرط فى حبة رمل مصرية، ولا مساس بالأمن القومي، مصر التى قالت لا وألف لا لكل واهم ومتغطرس، فلا مرور مجانياً فى قناة السويس فهى ملك للمصريين، ولا مغامرات أو ضغوط لإجبار مصر على خوض معركة نيابة أو لصالح الآخرين، تلك هى دولة الشموخ.
تساؤلات كثيرة إجاباتها تكشف بعمق عظمة الرؤية والإرادة للبناء والإصلاح وامتلاك القوة والقدرة التى أتت ثمارها فى وقت الشدة والتحديات والتهديدات لتقف مصر على أرض شديدة الصلابة فى شموخ العظماء، تتعامل بندية، لا تنبطح أو تسير ضمن القطيع، مصر عظيمة، لذلك أعيد وأكرر ماذا لو لم تبن مصر نفسها وتتسلح بالقدرة الشاملة، وتتحول إلى الرقم الأهم فى المعادلة الإقليمية، قوة إقليمية عظمى فى يدها مفاتيح الحل والربط، غايتها السلام عن قوة والشرف عقيدتها.