والشهر العقارى «يتجاهلنا».. والداخلية.. وحادث فى ألمانيا
الإبقاء على الصحافة مسئولية وطنية
عندما كنا نحلم بأن نتشرف بالعمل فى بلاط صاحبة الجلالة فى مهنة البحث عن المتاعب.. فى الصحافة التى هى ضمير الأمة الحى وقلبها النابض كنا نتطلع إلى أن يكون لنا دور وكلمة وموقف وتأثير فى صياغة مصير ومستقبل أمة تتطلع إلى أن تكون لها مكانتها المرموقة فى خارطة العالم الكونية.. أمة تعتز بتاريخها.. برجالاتها بإبداعاتها.. وبريادتها أيضا..وكانت الصحافة المصرية عنوانًا للإبداع.. سلطة فوق كل السلطات.. هى السلطة الرابعة قولاً ولكنها مصدر كل السلطات فعلاً لأنها كانت صوت الشعب وبرلمانه الحقيقى فى التعبير عن تطلعاته وطموحاته وقضاياه وحواراته.
وفى الصحافة المصرية كان ميلاد كل النجوم.. نجوم الفن.. ونجوم الأدب.. ونجوم الطب ونجوم الهندسة ونجوم الرياضة.. ونجوم العلم فى كل المجالات.. كانت الصحافة صانعة النجوم وكان من ينشر صورته فى الصحف هو من حقق انجازًا أو أضاف شيئًا جديدًا..وظلت الصحافة المصرية هى الظهير الشعبى الحقيقى الذى يمثل كل الأحزاب وكل الأفكار وكل الفئات وهى الظهير الذى ساعد فى استقرار الأمة وفى تحقيق الأمن والأمان لها على مدار عقود طويلة من الزمان.
>>>
واستيقظت الصحافة ذات يوم لتجد أن هناك منافسًا هائلاً يهدد مكانتها وتأثيرها.. استيقظت على ثورة اتصالات معلوماتية هائلة دفعت بالقاريء.. بالمواطن إلى تلقى المعلومة والخبر والتعليق أيضا من مصادر أخري.. ثورة اتصالات جعلت القاريء نفسه شريكًا فى صناعة الخبر ولم يعد مؤديًا.
واستيقظت الصحافة ذات يوم لتجد أن هناك إعلامًا بديلاً دخل كل البيوت بدون استئذان وأصبحت له جاذبيته وسهولة الاطلاع عليه من خلال الطريق السريع للمعرفة المسمى بـ»الإنترنت» ومن خلال الفضائيات أيضا ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة..وبدلاً من التفكير فى استراتيجيات لمواجهة المنافس الجديد وبدلاً من الحفاظ على الصحافة الوطنية القومية باعتبارها خط الدفاع الأول عن الأمة ومصالحها وبدلاً من إعادة اكتشاف طرق ومجالات جديدة لتطوير الصحافة والحفاظ على هيبة ومكانة صاحبة الجلالة فإن هناك استسلامًا انتاب البعض الذين قفزوا من السفينة للحاق بمجالات إعلامية أخرى أكثر جذبًا وسخاء فى العطاء.. وهناك أيضا تراخ فى إعداد الكوادر المهنية الصحفية المؤهلة للمنافسة والتطوير وهناك انشغال بتصفية حسابات ومواقف شخصية على حساب المهنة وواقعها ومستقبلها.
ولكن الأمل مازال موجودًا .. والابقاء على الصحافة مسئولية وطنية.. فلا ينبغى أن نترك المجال للسوشيال ميديا تدمر ما بقى من ثوابت أخلاقية ومجتمعية ولا ينبغى أن نقع ضحية لإعلام بديل يعتمد على الشائعات والتهويل والأكاذيب والبحث عن «التريند» والاعجاب..ولكى تعود الصحافة إلى القيام بواجبها ومسئولياتها المجتمعية فإن الجميع عليه أن يتعاون لكى تكون الصحافة هى مصدر الخبر والمعلومات وأن تبادر كافة أجهزة ووزارات الدولة إلى الرد على ما ينشر ويقال من آراء ومقترحات وشكاوى فى الصحف..!! يجب أن يدرك المواطن أن صحافته هى بوابته للحصول على حقه فى كل قضاياه.. وأن تكون الصحافة هى أول من ينقل إليه الخبر السليم الصحيح الدقيق..وحتى فى مجال الإعلان فإن إعلانات الدولة فى كل المناسبات ينبغى أن توجه لدعم الصحافة ولمساعدتها فى مواجهة التزاماتها حتى تظل قادرة على الاستمرار وحتى لا نهدم ما بقى لنا من مصادر القوة الإعلامية المؤثرة..ولا نلوم إلا أنفسنا أيضا فقد انشغلنا بهمومنا الحياتية.. وبصراعاتنا المهنية وبتصيد الأخطاء لبعضنا البعض فعجزنا عن صناعة نجوم جدد.. وفشلنا فى ابراز مواهبنا وكفاءاتنا ولم نصفق للناجح.. ولم نعمل بروح الفريق.. ولم نتضامن فى وقت الشدة واقتصرنا على الشكوى والتذمر ولم نكرس طاقاتنا وخبراتنا وجهدنا من أجل الإصلاح والتطوير.
>>>
وفى هذه الأجواء فإن البعض يتجاهل ما ينشر ويثار فى الصحافة وكأنه دخان فى الهواء.. تمامًا مثلما تجاهلت إدارة الشهر العقارى بوزارة العدل كل ما يكتب عن العقبات التى تحول دون تمكين المواطنين من التسجيل العقارى لوحداتهم السكنية.. ولم تتدخل الإدارة لحل مشاكل سكان المدن الجديدة الذين ليس فى مقدورهم التسجيل لأن شركات المقاولات لديها مشاكل مع أجهزة المدن.. وهى القضية التى تجاهلت وزارة الإسكان التعليق عليها أيضا..!
إن تجاهل الأجهزة الحكومية الرد والتعامل مع ما يثار من قضايا جماهيرية يعمق المفاهيم الخاطئة لدى المواطن ويفقده الثقة فى أن القوانين التى تصدر هى من أجل مصلحته.
>>>
ووحدها.. وحدها وزارة الداخلية هى من يهتم بالرد.. وحدها وزارة الداخلية هى من يتفاعل مع كل ما ينشر وتتولى الأجهزة المسئولة فيها الرد والتعقيب والتوضيح.. ووحدها من يتحمل مسئولية كل أخطاء وسلبيات الآخرين فى الحكومة.
>>>
وأخرج من النطاق المحلى لأتحدث عن الحادث البشع فى ألمانيا.. حادث السيارة التى دهست رواد أحد الأسواق مما أدى إلى مصرع واصابة عدد كبير من المواطنين الألمان.
فالحادث أيا كان جنسية من ارتكبه فهو حادث جبان لا علاقة له بالأديان أو الأفكار السياسية.. انه حادث لا يقوم به إلا من كان مختلاً عقليًا ونفسيًا.. مريضًا لا يستحق إلا الدهس تحت الأقدام.
>>>
وشهد زعلانة تطلب الطلاق.. وجدت شعرة صفراء على جاكت زوجى أكيد بيخونى مع السكرتيرة ذات الشعر الأصفر..! ويا شهد بلاش سوء الظن.. يمكن الشعرة طارت لوحدها.. يا شهد اصبغى شعرك أصفر وارتاحي..!
>>>
وانفعل عصام الحضرى فى برنامج رياضى وهو يقول «أنا أسطورة زى خوفو وخفرغ ومنقرع»..! ورمسيس الثانى أيضا.. الكلام ببلاش..!!
>>>
وأخيرًا:
عندما يصل المرء لقمة النفاق يقال إنه مهذب.
>>>
والدنيا معلم حقيقى لكنها تتقاضى أجرًا كبيرًا.
>>>
وبدلاً من اضاعة الوقت فى جمع الأوراق المتطايرة قم بإغلاق النافذة.
>>>
ولا أعلم من منا تغير لكن الجميع لم يعودوا كما كانوا..!