وأكتب من وحى الشهر الفضيل.. مع أيام الخير والبركة.. مع الأيام التى تصفو فيها نفوسنا وتسمو وتعلو إلى عنان السماء، مع الأيام التى نعيش فيها بأرواحنا وجوارحنا ونحن ندعو الواحد القهار أن يتقبل منا.. مع الأيام التى نصوم لله ساعات قليلة ليغفر لنا ذنوب سنوات طويلة.. مع الأيام التى فيها فرحة ساعة الإفطار لا تنسى وتظل أجمل اللحظات وأكثرها سعادة.
وفى أيام الخير والبركة كل الخير.. فيها نبحث عن أى عمل يقربنا إلى الله، فيها نسعى إلى حيث الفقير والمسكين وعابر السبيل نسألهم أن يتقبلوا منا جزءاً مما رزقنا الله به، فالمال هو مال الله، والمال هو اختبار من الله سيحاسبنا عليه متى وكيف أنفقناه؟
ونقولها بكل اليقين.. ونقولها كما قالها غيرنا من قبلنا.. لقمة فى بطن جائع خير من بناء ألف جامع.
ونقولها بكل اليقين.. كما قالها غيرنا من قبلنا إن علينا ألا نعاقب ونراقب من يفطر فى رمضان بل نراقب من ليس لديه ما يفطر به، فالأول سيحاسبه الله والثانى سيحاسبنا عنه الله.
ونقولها بكل اليقين إن البحث عن الجائع ينبغى ألا يكون فى رمضان فقط، بل طوال العام.. والذين يبحثون عن الله فى زخرفة المساجد عليهم أن يبحثوا عن الله فى بطون الجوعي.. وهذا هو ديننا وهذه هى مسئوليتنا وواجبنا.. ففى أمة محمد بن عبدالله لا ينبغى أن يكون هناك جائع ولا مسكين ولا محروم.. فى أمة محمد بن عبدالله هناك الزكاة ركن من أركان الإسلام.. ولو التزمنا جميعاً بالزكاة لكنا فعلا وقولاً خير أمة أخرجت للناس.
>>>
وأدعو.. أدعو للعودة والإقبال على التبرع للمؤسسات التى تقدم عملاً إنسانياً فى مجال تقديم الخدمة العلاجية لغير القادرين.. وهناك العديد من المستشفيات التى تقدم خدمات متكاملة وتجرى عمليات دقيقة دون أن يسدد المريض أى مقابل مادي.. وهذه المستشفيات يعمل بها نخبة متميزة من أطباء على أعلى مستوى وهبوا أنفسهم للرحمة وللإنسانية، وهى مستشفيات تحتاج إلى الدعم لأنها تقوم على التبرعات ولا شيء آخر.
وإذا كان البعض يتحدث عن تقصير أو سوء إدارة فى بعض المؤسسات الخيرية فإن هذا أمر لا ينبغى تعميمه أو التعامل معه كقاعدة تحجب التبرعات عن هذه المؤسسات الخيرية.
إن زكاتنا وصدقاتنا وكل أوجه الانفاق من أجل الخير يجب أن يتم توجيهها للأعمال التى تساهم فى إنقاذ الأرواح وعلاج الأمراض ولا يوجد ما هو أهم من ذلك.
>>>
وجلست أتابع شريطاً مصوراً لأحوالنا فى الماضي.. لبيوتنا البسيطة.. لملابس النساء المحتشمة.. للرجال عندما كانوا رجالاً.. وللتقاليد والعادات التى كانت تحمى مجتمعنا.. ولصوت الأذان عندما كان يتردد فى شوارعنا فيعم السكون كل شيء حى خشوعاً ورهبة وتسبيحاً لخالق الأرض والسماء.
وآه ما أجملها من صورة ومن ذكريات.. ويؤسفنا.. يؤسفنا أنه بعد أن تحسنت معيشتنا ذهبت أخلاقنا.. يؤسفنا أن الأخلاق أصبحت أيضاً عند البعض من ذكريات الماضي..!
>>>
وتمنيت.. تمنيت لو أن بينى وبين أختى شارعاً واحداً، فكلما اشتقت لها ذهبت إليها، فهى آخر من بقى لى من ريحة أمى وأبي.. وما بعد الأب والأم تبقى الوحدة والوحشة ولا شيء بعد ذلك يهم كثيراً.. الفرحة الحقيقية لا تراها إلا فى أعين الأم.. سلام إليك فى عليائك يا كل أم كانت هى مصدر السعادة.
>>>
وماذا عن السابع عشر من أبريل القادم؟ فى هذا اليوم سوف تجتمع لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزى لإجراء مراجعة تتعلق بأسعار الفائدة فى البنوك.. ومع كل اجتماع من قبل كنا نقول إن البنك سوف يحافظ على سعر الفائدة لأسباب اجتماعية وليست اقتصادية.. ولكن الأمر يختلف فى الاجتماع القادم.. فهناك انخفاض فى معدلات التضخم.. وهناك رغبة فى دعم وتيرة نمو القطاع الخاص من خلال تخفيض أسعار الفائدة.
وهذه المرة لا يدور الجدال حول التخفيض من عدمه، هذه المرة النقاش حول نسبة التخفيض.. هل سيكون تدريجياً أم سيكون حاداً.. هل يتم التخفيض بمعدل واحد فى المائة أم ستة فى المائة دفعة واحدة..!! هذه المرة كل المؤشرات تؤكد أن التخفيض قادم.. ومن لديه مدخرات نقدية عليه أن يسارع للاستفادة من الأوعية الإدخارية الحالية قبل التخفيض.. وقبل الحصول على قرض صندوق النقد..!
>>>
ويغنى محمد عبدالوهاب واحدة من أروع أغنياته التى عاشت وتعيش معنا فى الذاكرة وفى الوجدان.. تتجدد مع السنوات وتحكى قصة الود المفقود.. قالوا لى هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني، رديت وقلت بتشمتوا ليه هو افتكرنى عشان ينساني، أنا باحبه وأراعى وده إن كان فى قربه ولا فى بعده، وأفضل أمنى الروح برضاه ألقاه جفانى وزاد حرماني، هو اللى الى كده وياه كان افتكرنى عشان ينساني.. ليه ليه ليه ليه.
وتمضى كلمات الأغنية الرائعة لتنتهى بعبارة.. بكرا يعز الود عليه ويفتكرنى عشان ينساني..!! والكلمات رائعة والصوت لن يتكرر والود أيضاً أصبح يهون على الجميع.
>>>
وأخيراً..
إن جمال المكان تراه
فيمن رافقك، وجمال الوقت
فيمن شاركك فيه
>>>
وهناك دائماً من يأتون على هيئة سعادة
فيسعدونك بأبسط الأشياء
ويبقى أثرهم فى القلب
>>>
وولادة إنسان فى هذا الزمن الذى نعيشه
أمر صعب، والأصعب منه تعليمه
كيف يكون شريفاً