استعير هذا العنوان من الإذاعى الكبير والإعلامى المرموق الراحل فاروق شوشة الذى أعتز دائماً بهذا البرنامج الذى هو من علامات الإذاعة المصرية.
ويبدأ المرحوم فاروق شوشة تقديمه دائماً بالكلمات الرقيقة المعبرة «أنا البحر فى أحشائه الدر كامن.. فهل سأل الغواص عن صدفاتي». هذه الكلمات التى تجسد المكانة الرفيعة والقيمة الواسعة للغتنا العربية فهى ليست فقط جميلة وإنما من أعظم اللغات وأكثرها مترادفات ربما هى اللغة الوحيدة فى العالم التى تجد بها كلمة من حرفين بينما تحمل أكثر من معنى فعلى سبيل المثال الباء والراء تكون كلمة «بر» إذا وضعت الضمة على الباء صار معناها قمح وإذا وضعت على الباء فتحة صارت «بر» بمعنى شاطئ وإذا وضعت تحت الباء كسرة صارت «بر» بمعنى الخير هذا هو ثراء اللغة العربية حرفان بثلاثة معان هذه اللغة العبقرية.. فليس انحيازاً لأنها لغتى وإنما لأنها لغة عظيمة ولها مكان خاصة فهى لغة وطننا العربى وهى لغة القرآن وهى لغة أهل الجنة التى يخاطب بها رب العزة سبحانه وتعالى سائر البشر يوم القيامة فيفهمون ويلبون وعلى مر التاريخ.
وللأسف الشديد فى العقدين الأخيرين ضربنا لغتنا الجميلة فى مقتل فتركناها تضيع بين المصطلحات الأجنبية فأصبحت كل عناوين المحلات تتباها بالأسماء والمصطلحات الأجنبية حتى سائر الأعمال والشركات العامة والخاصة تطلب موظفين حاصلين على لغات حتى السيرة الذاتية تطلبها باللغات مما جعل الشباب والخريجين يعزفون عزفاً تاماً عن اللغة العربية ويلهثون وراء اللغات الأجنبية هذا هو الذى جعل أولياء الأمور يبحثون عن مدارس للغات لإلحاق أبنائهم بها من أجل الحصول على فرصة عمل عند التخرج أما الجامعات العامة والخاصة فقد أهملت اللغة العربية تماماً ونحوها جانباً فصارت اللغات فى المقدمة أكثر من ذلك البرامج الإذاعية والتلفزيونية أصبح المذيع والضيف يتباهون بالحديث بالمصطلحات الأجنبية ليثبت أنه خريج مدارس لغات وأنه من صفوة المجتمع.