الإنسان حين يريد أن يستجمع أفكاره ويراجع أعماله ويقيس فى الحياة أموره وأحواله يجنح إلى الصمت فالصمت سمة من سمات العقلاء.. فمن نطق فى غير خير فقد لغا ومن نظر فى غير اعتبار فقد سها ومن سكت فى غير فكر فقد لها.
اللسان السائب حبل مرخى فى يد الشيطان فإذا صمت ولم يتكلم كان من أهل الجنان وإذا تكلم وجهه الشيطان كيف يشاء ومتى أراد فإذا لم يملك الإنسان أمره كان فمه مدخلاً للنفايات وقلبه محطاً للملوثات قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».
إن الكلمة أحرف ينطق بها اللسان ويوزن بها الإنسان فالمرء مخبوء تحت لسانه حتى يتكلم فالعاقل هو الذى يتحرى الكلمة قبل أن ينطق بها فما أحسن حفظ اللسان والإنسان لو حفظ لسانه ما هلك قال أحدهم «الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه قتل».
العاقل من يجعل عمله كثيراً وكلامه قليلاً فكثير الكلام يندم على كثرة كلامه ولن يندم صامت على صمته فكثير الكلام قليل العمل وقليل الكلام كثير العمل.. قال لقمان لابنه «يابنى إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك».
الكلام التافه مضيعة للوقت والعمر وهدر للوقت فى غير ما خلق الإنسان له من جد وعمل.
الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام وأحياناً يكون الصمت أفضل رد على الكلام الذى يصعب تفكيره.
>> خلاصة القول:
إن لصاحب الكلمة الطيبة مكانة عالية ومنزلة رفيعة عند الله وعند الناس فهو عند الله فى جنات ونهر وعند الناس كالنبراس يضيء لهم طريق حياتهم.
والجاهل الشرس الطبع الذى لا تلزمه المكارم مروءة فإنه لا يبالى أن يتعرض للآخرين بما يكرهون فإذا وجد مجالاً يشبع فيه طبعه الجهول وقلبه الحاقد المغلول انطلق على وجهه لا ينتهى له صياح فالواجب ألا يؤخذ بكلامه ولا يعول على أقواله والاستماع إليه غير مرغوب.
إن الإنسان الذى يمسك لسانه عن فضول الكلام يدخل الجنة بسلام فمن وسائل النجاة فى الدنيا والآخرة الصمت وحفظ اللسان.. سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما النجاة؟ قال «امسك عليك لسانك وليسعك بيتك».
إن الصمت وعدم الخوض فى أعراض الناس هو دليل كمال الإيمان وحسن الخلق وطهارة النفس ويثير محبة الله ومحبة الناس ودليل الحكمة ويسبب الفوز بالجنة والنجاة من النار.
>> كلام أعجبني:
> الإنسان يتعلم الكلام فى عامين.. ويتعلم الصمت فى خمسين عاماً.
> من يعرف الكثير كلامه قليل.. ومن يعرف القليل كلامه كثير.