قبل الهجوم الإسرائيلى المفاجئ على إيران بساعات واشتعال منطقة الشرق الأسود وتحت لافتة «قافلة الصمود» تحركت عناصر مأجورة من شمال أفريقيا نحو معبر رفح تحت ستار «كسر الحصار فى غزة».. شعار جميل.. هكذا يبدو فى ظاهره لكنه يحمل فى باطنه تحركات مشبوهة لأنه إذا كان الهدف هو كسر الحصار عن غزة وفضح الممارسات الإسرائيلية فكان الأولى أن تتوجه هذه القافلة مباشرة من تونس إلى غزة.
هذه القافلة لا تحمل مساعدات ولا تنقل دواء أو طعاماً بل هى مجرد رسالة يراد منها أن تصل إلى الرأى العام الدولى على حساب مصر.. هناك إصرار على توريط مصر وهناك من يتربص بكل خطوة مصرية ليصنع منها مادة اتهامية ويحول الجهود الإغاثية الصادقة إلى موضع اتهام وشك.
لا أحد فوق سيادة مصر ولا نسمح بأن يتحول دعم غزة إلى ذريعة للنيل من الدولة الوحيدة التى مازالت تقف فعلياً على جبهة الدعم الإنسانى الحقيقى.. فهل المطلوب دعم غزة أم توريط مصر؟ هل المطلوب نصرة الفلسطينيين أم صناعة صورة تدين القاهرة؟.. مصر كانت ولاتزال الداعم الأكبر لفلسطين على مدى 77 عاماً حتى الآن ولم تتخل عن القضية باعتبارها قضية مصر والعرب الأولى.
> > >
القاهرة بكل ما فيها من تحديات داخلية وضغوط خارجية لم تغلق بابها يوماً فى وجه فلسطينى واحد وأى دولة أخرى عربية.. أكثر من 60٪ من المساعدات التى دخلت قطاع غزة كانت مصرية.. مئات الأطباء والوفود الإغاثية دخلوا معبر رفح بتسهيلات مصرية لإغاثة الشعب الأعزل.
مصر وضعت القضية الفلسطينية فى مقدمة المشهد بكل المحافل الدولية.. رفضت التهجير والمساومة. طالبت ومازالت بوقف إطلاق النار وأكدت أنه بدون حل الدولتين لا سلام ولا استقرار فى الشرق الأوسط.
>> خلاصة الكلام:
إن جعبة المتآمرين لا تخلو من الأفاعى.. جربوا كل فنون الأكاذيب والألاعيب مرة باسم الدين ولم يفلحوا ومرة أخرى باسم فلسطين ولم ينجحوا وهم يعلمون جيداً أن مصر قدمت ولاتزال أغلى ما تملك فى سبيل حل القضية الفلسطينية.. آن الأوان أن يفهموا أن مصر اليوم ليست مصر الأمس وأن الدولة لها مؤسساتها ولها سيادتها التى لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها.
مصر تتمتع بقيادة حكيمة تحافظ عليها وتسعى إلى أن تكون فى مصاف الدول المتقدمة.. مصر لها جيش يحميها وشعب يعرف جيداً كيف يفرق بين الدعم النبيل والاستغلال الرخيص المشبوه.
> حدود مصر ليست خطوطاً مرسومة على الخرائط فحسب بل هى خطوط الدم والتاريخ والسيادة ومحرمة على كل من تسول له نفسه الاقتراب منها أو المساس بها مهما كانت الشعارات.
> حفظ الله الوطن.. حفظ الله الجيش.. حفظ الله الشعب