أسبوع ساخن وأحداث مشتعلة وأدخنة متصاعدة من كل الاتجاهات حتى باتت الرؤية ضبابية ولم يعد فى مقدور أحد النظر أبعد من تحت أقدامه، فكل التنبؤات قد جانبها الصواب، هل تنبأ أحدهم بأن تستمر حرب غزة ستة أشهر؟ وهل استطاع خبير استراتيجى استشراف مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية؟ ومن كان يتصور ان تستمر الحرب الأهلية فى السودان كل هذه المدة؟ لذلك لا أعول كثيرا على آراء المحللين والخبراء ومراكز الدراسات، لأنهم جميعا وببساطة فشلوا فى قراءة الأحداث الجارية امام أعينهم، فهل يستطيعون التنبؤ بالمستقبل؟ من هنا أكتب بحرية ودون خوف من انتقادات البعض من الذين نصبوا انفسهم خبراء وما هم بخبراء، لكن وحتى لا أكون قاسيا فيما أقول، يبدو أن العالم يتشكل الآن، نعم يعاد ترتيب الأوراق والجمل وربما نحن فى خضم سايكس بيكو جديدة موديل 2024، لا يمكن أن أفسد الأحداث عن بعضها رغم تباعد المسافات وقيود الجغرافيا، أشعر أن هناك بصمات واحدة تظهر على استحياء فى كل الأزمات، او ربما يكون كاتب السيناريو واحدا لكن المؤكد ان المخرج هو الذى يقود كل الأعمال والأحداث على الأرض، اليوم تضرب اسرائيل القنصلية الإيرانية فى سوريا جهارا نهارا وتعلن مسئوليتها، ايران تهدد بالرد المزلزل وأمريكا تحذر « لا تفعلوا « الحوثيون يعرقلون الملاحة فى باب المندب وخليج عدن تحت زعم مساندة غزة، الهدنة التى ترعاها مصر وقطر وأمريكا متعثرة امام المستجدات، الضفة الغربية تشتعل مجددا، الجنوب اللبنانى والشمال الإسرائيلى دخلا على الخط، أوكرانيا تعلن ان الوضع متدهور ميدانيا، تركيا تعلن الخروج من اتفاقية الأسلحة التقليدية، الدول الإسكندنافية ودول البلطيق تستعد لهجوم روسي، الوضع يتدهور فى السودان وليبيا ودول الساحل الأفريقية، ألمانيا واليابان تعلنان عن اعادة بناء الجيش، ماذا يجرى فى العالم ومن يدير هذه الأحداث؟ بيد أن استمرار لعبة «القط والفأر « بين واشنطن وطهران تكشف لنا بعض الحقائق
فايران تهدد وامريكا تندد
واسرائيل تستعد لهجمات إيرانية
« متفق عليها « وقد لا تحدث من الأساس وفق تقديرات مراقبين
وهنا نطرح تساؤلات :
> متى قامت إيران بمهاجمة اسرائيل بنفسها؟
> هل انطلق صاروخ إيرانى واحد من الأراضى الإيرانية صوب إسرائيل؟
> هل انتقمت ايران لمقتل قاسم سليمانى فى بغداد وباقى القادة الإيرانيين فى سوريا ولبنان؟
> هل ردت ايران على الهجمات الاسرائيلية داخل الأراضى الإيرانية خلال السنوات العشر الماضية ؟
> لماذا توجه وكلاءها «العرب « فى المنطقة
«سوريا والعراق ولبنان واليمن» لمناوشة اسرائيل ولم توجه الحرس الثورى الإيرانى ؟
> هل من تفسير لتصفيق الإخوان لايران على أنها قاهرة اسرائيل كما صفقوا لتركيا من قبل ؟
> هل دخلت ايران او تركيا حروبا مباشرة من قبل مع اسرائيل من أجل القضية الفلسطينية؟
الخلاصة أننا امام حالة من العبث غير المسبوقة وربما تقودنا تلك المنمنمات إلى تجميع الصورة وفهم ما فيها من رسائل، كل ما سبق يحتم علينا فى مصر الانتباه الشديد لما يدور حولنا، ننتبه فى دعم الدولة الوطنية دون شروط لاستكمال مشروعنا الوطنى وجمهوريتنا الجديدة.