وسط الصمت العالمى.. علماء يطلقون نداء عاجلاً لوقف الإبادة الإسرائيلية فى غزة
فى اليوم الـ410 من العدوان، تفاقمت الأزمة الإنسانية فى القطاع مع شح المساعدات ونهبها من قبل عصابات سرقة، فيما واصلت قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال الساعات الـ24 الأخيرة وصل منها للمستشفيات 76 شهيدا و158 مصابين.
كشفت الوزارة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على القطاع إلى 43 و972 شهيدا و104 آلاف و8 مصابين.
من ناحية أخري، قالت مصادر فى وزارة داخـــلية حكـــومة قطـــاع غزة إن أكثر من 20 فلسطينيا ممن سمتهم «عصابات لصوص شاحنات المساعدات» قتلوا فى عملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية، بالتزامن مع اتهامات وجهتها منظمات إغاثة لعصابات منظمة بسرقة المساعدات بغزة والعمل بحرية فى مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي.
كانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن منظمات إغاثة أن عصابات منظمة تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية فى مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي، وأكدت أن أعمال النهب أصبحت العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات بالجزء الجنوبى من غزة.
أضافت الصحيفة -نقلا عن عمال إغاثة وشركات النقل- أن عصابات قتلت واختطفت سائقى شاحنات مساعدات بمحيط معبر كرم أبو سالم.
أكدت الصحيفة -نقلا عن المذكرة- أن عصابات سرقة المساعدات فى غزة تستفيد من تساهل الجيش الإسرائيلي، وأن عمليات نهب جرت بالقرب منه ولم يتدخل.
نقلت واشنطن بوست عن منظمات إغاثة أن السلطات الإسرائيلية رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل فى غزة، كما رفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية فى غزة بحماية الشاحنات.
على صعيد آخر، قال مراسلون إن قوات الاحتلال دمرت مستشفى أبو يوسف النجار فى مدينة رفح جنوبى قطاع غزة.
كما قال مراسل إن قوات الاحتلال تجدد قصفها للطابق الثالث فى مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمالى قطاع غزة.
فى السياق ذاته، أطلق فريق يضم 15 عالم طب نداء عاجلا لكسر الصمت العالمى حيال الإبادة جماعية التى ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
يحمل النداء عنوان «إدانة الإبادة الجماعية فى غزة واتخاذ الإجراءات اللازمة»، إلا أن مجلات علمية مرموقة رفضت نشره.
تترأس الفريق عالمة الجينات الإيطالية باولا ماندوكا، وتم نشر النداء عبر مواقع التواصل الاجتماعى وجاء فى النداء أنه «يجب على المنظمات الطبية بكافة أنحاء العالم أن تدين حالة الحرمان من العلاج «فى غزة»»، وقال إن المؤسسات الطبية التى تلتزم الصمت إزاء هذا الوضع «ستظل متواطئة فى الجرائم المرتكبة فى غزة».
ذكر النداء أن مستشفيات «كمال عدوان» و»الإندونيسي» و»العودة» شمال قطاع غزة، تلقت أوامر بالإخلاء فى الثامن من أكتوبر الماضي، مشددا على أهمية تلك المستشفيات لاستمرار حياة الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف اليومي.
اعتبر العلماء أن أوامر إخلاء المستشفيات التى تقدم رعاية طبية لآلاف المرضى «جزء من محاولة الإبادة الجماعية الإسرائيلية فى شمال غزة»، مؤكدين «ضرورة ألا يبقى عالم الطب صامتا إزاء هذه المجزرة».
أوضــح أن «إســــرائيل رفضـــت علــى الأقـــل 7 طلبات لمنظمة الصحة العالمية من أجل إخلاء المستشفيات».
وذكر أن «ما لا يقل عن ألف عامل بمجال الرعاية الصحية قتلوا، و300 آخرين اختطفوا، بينهم 4 لقوا حتفهم أثناء الاعتقال» لدى الجيش الإسرائيلي، كما تحدث عن حالات إعدام لممرضة فى إحدى المستشفيات بعد تقييدها، فى حين أكد 44 طبيبا دوليا مقتل أطفال برصاص قناصة جيش الاحتلال.
وفى الضفة الغربية، استشهد 3 فلسطينيين، إثر حصار قوات الاحتلال الإسرائيلى وقصفها منزلا وبيتا متنقلا بمدينةجنين، كما استشهد ثلاثة فلسطينين برصاص قوات الاحتلال قرب قباطية شمال الضفة، فيما داهمت قوات الاحتلال منزل قيادى أسير من حركة حماس في نابلس.
وفى القدس، قالت مصادر إن سلطات الاحتلال اقتحمت حى جبل المكبر وهدمت مسجد الشياح.
وفى إسرائيل، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عديدا من المجندين، وجنود الاحتياط الإسرائيليين، والجهات الفاعلة فى تدمير قطاع غزة الفلسطيني، يعانون اضطراب ما بعد الصدمة بعد أكثر من عام من الحرب، وقد تحدثت الصحيفة إلى اثنين منهم بعد علاجهم فى مزرعة بالقرب من تل أبيب.
قال جنود إسرائيليون قاتلوا فى غزة -لشبكة سى إن إن: إنهم شهدوا فظائع لا يستطيع العالم الخارجى فهمها حقا. وتقدم رواياتهم لمحة نادرة عن وحشية ما وصفه النقاد بـ«حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السرمدية»، والخسائر غير الملموسة التى تلحق بالجنود المشاركين.
حسب مكتب إعادة الإدماج التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وما نقلته وسائل الإعلام الإلكترونية تايمز أوف إسرائيل، فإن حوالى 5200 جندى إسرائيلى أو 43٪ من الجرحى الذين يتم استقبالهم فى مراكز إعادة التأهيل، يعانون من الإجهاد اللاحق للصدمة، وجاء فى المقال أنه «يتوقع بحلول عام 2030 أن يتم علاج حوالى 100 ألف شخص، نصفهم على الأقل يعانى من اضطراب ما بعد الصدمة».
وكـــانت صحيفــــة هـــآرتس قد حذرت، بعد 3 أشهر فقط من بدء الحرب، من أن أكثر من 1600 جندى ظهرت عليهم علامات الضيق بسبب القصف والإرهاق القتالي، ولكن الجيش الإسرائيلى قلل من هذه الظاهرة.