فى نفس القاعة التى وقًّع فيها الرئيس الأمريكى الأسبق هارى ترومان وثيقة تأسيس حلف الناتو فى الرابع من أبريل عام 1949 وكان حينها عدد الدول لا يزيد على 12 دولة، يجلس اليوم الرئيس بايدن ومعه قادة 32 دولة فى نفس المكان للبحث عن سبل مبتكرة لبقاء الحلف الذى وصل لمرحلة الشيخوخة حيث الاحتفال بمرور 75 سنة على إنشائه، الرئيس بايدن الذى وصل سنه 81 عاماً الآن ما زال يطمع فى ولاية جديدة لأربع سنوات كان عمره وقت تأسيس الحلف 6 سنوات، إذن نحن أمام حالة نادرة من سخرية التاريخ بأحداث وشخصيات تلعب أصعب وأعقد الأدوار فى التاريخ، الناتو وبايدن من جيل واحد تقريباً لكن بايدن يكبر الناتو بست سنوات كاملة كان فيها طفلاً نابها كما يقولون، لكن محاولات بايدن إقناع ناخبيه بقدرته على الاستمرار مرهونة بأدائه وتحركاته ومشاركاته أثناء القمة، حيث داعب ناخبيه خلال لقائه مع إحدى المحطات الفضائية وقال للمذيع تعالى وانظر بنفسك إلى بايدن أثناء القمة واضاف من يستطيع الحفاظ على الملف سواى؟، لكن على الطرف الآخر يضع القادة الغربيون المشاركون فى القمة اياديهم على قلوبهم خوفا من اخفاق بايدن وترنح حزبه وعودة ترامب مجدداً وهذا يمثل انتكاسة حقيقية لحلف شمال الاطلنطى الذى سبق وطعن ترامب فى مسببات وأسباب وجوده فما بالكم ببقائه! لقد هدد ترامب الدول الأوروبية التى لم توف بالتزاماتها المالية بالخروج من التحالف نهائياً وفى أكثر من مرة نسمع من ترامب تشجيعاً لروسيا حتى تهاجم شرق أوروبا، يبدو ان ترامب يستخدم بوتين لإخافة شركائه أو ابتزازهم، لكن الملاحظ فى قمة الحلف فى واشنطن ان بوتين وترامب هما الأكثر حضوراً هنا فى واشنطن، فكل الخطط. وكل المخاوف ترتبط ارتباطاً وثيقا بالرجلين، الخوف من تصرفات بوتين النووية والرعب من عودة ترامب الانتخابية وما يمكن ان ينتج عن ذلك على صعيد الحرب الأوكرانية وعلى صعيد بقاء حلف شمال الاطلنطى على قيد الحياة، هناك أيضاً حالة من الابتزاز الصارخ يمارسها الرئيس الأوكرانى الذى يبحث عن موعد انضمام بلاده إلى حلف الناتو بشكل رسمى، بايدن متردد بالطبع من إعطاء وعود، الاتحاد الأوروبى ورئيسه الحالى فيكتور أوربان الذى زار روسيا مؤخراً وتسببت هذه الزيارة فى إرباك المشهد برمته، سنرى خلال أيام القمة إجابات عن كل هذه الأسئلة.