يبدو أن عام 4202 لم يرد أن يرحل دون أن تزداد أحداث الشرق الأوسط اشتعالا.. هو عام مليئ بالأحداث المأساوية لأمتنا العربية فقد شهد استمرار حرب غزة.. التى امتدت للبنان فى حرب أخرى من خلال الاعتداء الإسرائيلى الذى تواصل على لبنان أيضا.. وتمكنت خلالها قوات الاحتلال الإسرائيلية من تدمير العديد من قرى الجنوب اللبنانى.. وأيضا اغتيال قادة حزب الله.. وأخيرا كانت الأحداث التى شهدتها سوريا والتى انتهت بانسحاب الجيش السورى.. وهروب بشار الأسد ليسدل الستار على حقبة استمرت لأكثر من 05 عاماً من حكم عائلة الأسد..
و استيقظنا يوم الأحد قبل الماضى على أنباء هروب بشار الأسد.. وهنا لابد أن نتوقف كثيرا أمام المصير المحتمل لمستقبل سوريا.. ومستقبل الشعب السورى الذى نزحت الملايين منه إلى مختلف دول العالم بداية من عام 1102 وحتى الآن.. وهل ما حدث سيعيد سوريا الى الطريق الصحيح.. أما أنها بداية انهيار وتدمير وتقسيم سوريا.. خاصة انه مع إعلان هروب بشار الأسد تابعنا توغل قوات الاحتلال الإسرائيلية واحتلالها لمسافة تزيد عن 042 كيلو مترا.. واحتلال عدد من القرى السورية ولم تكتف باحتلالها للجولان.. مستغلة حالة الفراغ الأمنى التى تعيشها سوريا مع انسحاب الجيش السورى.. واختفائه من المشهد نهائيا.. وليس لدينا معلومة عن حقيقة ما حدث.. وكل ما يقال هو من سبيل التكهنات.. وسنظل كذلك الى ان تتضح الحقيقة امامنا.. ونعرف حقيقة ما حدث وأدى الى هذا الانسحاب المتوالى للجيش.. والسماح بتسليم كل المدن السورية واحدة تلو الأخرى وصولا الى حمص..
وأعود لا تحدث عن سوريا التى زرتها مرات عديدة قبل عام 0102 كان آخرها على ما اتذكر عام 7002 مرافقا لقافلة سياحية نظمتها هيئة التنشيط السياحى لكل من سوريا والأردن.. واجدنى اعتصر ألما على سوريا.. وما تتعرض له..خاصة مشاهد اقتحام مقر سكن ومكتب بشار الأسد وتدميره ونهبه.. وفرحة من اقتحموا المنزل والمكتب بما يفعلونه..ورأيت مشهدا متكررا لما حدث فى العراق من تدمير لتماثيل صدام حسين..بتدمير وتكسير تماثيل حافظ الاسد وبشار.. ومحاولة محو وتكسير وتدمير كل ما يمت لنظام الأسد الأب او الإبن بصلة..
فجأة تواجدت عدسات قنوات فضائية عديدة لا أعرف كيف وصلت سوريا هل عن طريق لبنان أو من منافذ أخرى.. والكل يحاول ان يحلل الوضع.. من خلال ما يرصده بكاميراته.. وفى مصر كان الموقف الرسمى من خلال بيان لوزارة الخارجية اكدت من خلاله وقوف مصر الى جانب الدولة والشعب السورى.. ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل اراضيها.. ودعت وزارة الخارجية جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية.. وتغليب المصلحة العليا للبلاد من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة لتؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلى..
وفى صباح اليوم التالى كنت على موعد للسفر الى جنيف لحضور فاعليات يوم الإعلام الذى ينظمه الاتحاد الدولى للنقل الجوى «الاياتا «.. وكانت فرصة ان التقى مع صحفيين من مختلف دول العالم.. وكان هروب الاسد وما تشهده سوريا من أحداث هو حديث الساعة بين الصحفيين..والكل يترقب ويتساءل عن مصير سوريا وهل ستصمد وتتوحد جميع الاطراف واراء هدف واحد هو الحفاظ على سوريا.. أم تتعرض للتقسيم والتناحر والقتال.. وتزداد الأمور سوءا..
ولم يكن هناك مفر من متابعة الأحداث فى سوريا والمنطقة طوال النهار.. وأكد ولى ولش مدير عام الاياتا خلال تقريره السنوى الذى يعرضه على الصحفيين ان حركة الطيران بالمنطقة تأثرت بالاحداث فى غزة ولبنان.. وان الحروب فى منطقة الشرق الاوسط وأوروبا اثرت كثيرا على اقتصاديات تشغيل العديد من شركات الطيران التى دفعتها هذه الحروب الى سلك مسارات اخرى بعيدا عن مسارح العمليات العسكرية مما كبدتها خسائر نتيجة زيادة ساعات الطيران.. وأعرب عن أمله فى أن تتوقف هذه الحروب فى أقرب وقت حتى يعم الأمن والأمان المنطقة من جديد..فهل يتحقق هذا ويعود الهدوء للمنطقة؟.. وتتحد إرادة السوريين للحفاظ على بلدهم.. أم نقول وداعا سوريا !.. وتحيا مصر