إجماع على ضرورة وقف إطلاق النار .. وإيصال المساعدات
أكد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة أن مؤتمر القاهرة الوزارى لتعزيز الاستجابة الإنسانية فى غزة كان ناجحا بكل المقاييس.. مشيرا إلى انه خلال كافة المداخلات واللقاءات وعلى هامش أعمال المؤتمر كانت هناك رسالة تقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى على قيادته سيادته للمؤتمر من خلال وضعه تحت رعايته وللدور الذى يقوم به والدولة المصرية فى إغاثة ودعم الشعب الفلسطيني.
ذكر وزير الخارجية- فى لقاء مع المحررين الدبلوماسيين- بأن 70 بالمائة من المساعدات التى دخلت إلى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر هى من أموال الشعب المصرى والحكومة المصرية، وبالتالى فان الجميع يثنى ويعرب عن تقديره وإشادته بجهود الرئيس السيسى والدور المصري.
وأضاف وزير الخارجية أن المؤتمر حقق نجاحاً ووضعه تحت رعاية الرئيس السيسى والسكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش كان له دور مهم فى نجاحه.. مستعرضا مؤشرات نجاح المؤتمر لاسيما حجم المشاركة الفعالة، حيث تم توجيه الدعوة لمجموعة مختارة ولكن اضطررنا لتوسيع حجم المشاركة بناء على طلب الدول والمنظمات والهيئات التى رغبت فى المشاركة.
وأبرز الدكتور عبدالعاطى المشاركة رفيعة المستوى وهو ما يعكسه حضور العديد من وزراء الخارجية ووزراء الدولة ونواب الوزراء.. مشيرا الى مشاركة وفود من دول أمريكا اللاتينية التى حرصت على الحضور ودعم الشعب الفلسطينى فضلا عن مواقفها المقدرة سواء البرازيل أو كولومبيا أو تشيلى أو غيرها.
كما أشار وزير الخارجية إلى المشاركة رفيعة المستوى من جانب المنظمات الإقليمية والدولية حيث حضر قيادات الأمم المتحدة بلا استثناء بما فى ذلك الأونروا وأوتشا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة والفاو وبرنامج الغذاء العالمى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما كلف السكرتير العام للامم المتحدة النائبة الأولى أمينة محمد بالمشاركة، وهو ما يعكس التقدير لمصر والقيادة المصرية.
وأكد الدكتور عبدالعاطى أهمية مشاركة رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى فى إطار الدعم المصرى للسلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية فى هذه الظروف والملابسات خاصة فى ضوء العمل الممنهج من جانب الاحتلال على إضعاف السلطة الفلسطينية.
أكد الوزير أهمية توقيت المؤتمر لإعادة التركيز مرة أخرى على الكارثة الإنسانية التى يشهدها قطاع غزة وعلى القضية الفلسطينية لأنه وللأسف الشديد وبفعل تكرار العدوان والقتل أصبح الأمر روتينياً وبالتالى لابد من «عدم تطبيع المأساة»، والتأكيد على ان القتل والذبح ليس أمراً طبيعياً إنما هو أمر شاذ ويعكس انتهاكاً سافراً للقانون الدولى والتأكيد ايضا على محورية القضية الفلسطينية وانه لا يوجد حل عسكرى وأن لب الصراع فى المنطقة هو القضية الفلسطينية.. لافتا إلى أهمية توقيت انعقاد المؤتمر قبل تولى الإدارة الجديدة فى الولايات المتحدة.
وقال إن جميع الوفود أكدت أهمية دور الأونروا لان تدميرها يعد هدفاً اساسياً للقضاء على قضية اللاجئين إذ أن الأونروا أنشئت لسبب أساسى ويتمثل فى غوث وتشغيل اللاجئين وطبقا للقرار 194 جمعية العامة للأمم المتحدة الذى ينص على حق العودة او الحق فى التعويض فبالتالى مشاركة الأونروا فى المؤتمر تأكيد على مكانتها وانه لا بديل عنها خاصة فى ظل السياسات الإسرائيلية الممنهجة باعتبار الأونروا ظلماً وبهتاناً منظمة إرهابية.
وأكد أهمية رسائل مؤتمر القاهرة الوزارى للحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها.. مبرزا التأكيد خلال جميع المداخلات على الرفض القاطع للتهجير، لأن التهجير تصفية كاملة للقضية.
وسلط وزير الخارجية الضوء على أهمية الدور المصرى المقدر من الجميع.
قال إننا راضون لما تم تحقيقه من انجازات خلال المؤتمر بما فى ذلك ما يتعلق بالتعهدات على أمل أنه إذا نجحنا فى التوصل لوقف فورى لإطلاق النار وإزالة الأسباب التى تحول دون تشغيل معبر رفح ومن خلال الانسحاب الاسرائيلى من المعبر من الجانب الفلسطينى ومن محور فلادليفيا، مشيرا إلى أن كل هذا سيجعلنا فى حاجة ماسة لكميات هائلة من المساعدات، وسيكون هناك تنسيق على أمل التوصل لوقف إطلاق النار وضمان النفاذ الكامل للمساعدات.
أوضح أنه ستكون لدينا استجابة فورية لأن المجتمع الدولى أصبح على دراية بطبيعة الاحتياجات، وهذه هى اهم نقطة فى هذا المؤتمر حيث شاركت فيه المنظمات العاملة وعلى رأسها جمعية الهلال الأحمر المصرى التى تقوم بدور مهم للغاية فى تنسيق المساعدات على الأرض.. لافتا إلى أن العرض الذى قدمته المديرة العامة للهلال الأحمر المصرى بالإنابة، وايضا العرض الذى قدمه مدير الهلال الأحمر الفلسطينى خلال المؤتمر، كان أمرا مهما للغاية لان الدول الأعضاء تستمع لتصورهما للاحتياجات المطلوبة خاصة فيما يتعلق ليس فقط بالمساعدات العاجلة الإنسانية والطبية ولكن أيضا مشروعات التعافى المبكر التى ستكون موجودة، بما فى ذلك الاحتياجات المتعلقة بمياه الشرب والصحة والصرف الصحي، وبالتالى فمداخلات الهلالين الأحمر المصرى والفلسطينى والمنظمات مثل الاوتشا والاونروا وباقى المنظمات الإغاثية الأخرى والعاملة على الأرض فى المؤتمر كانت مهمة للغاية لتكون الأمور واضحة للمجتمع الدولي، وبالتالى أى وقت نتوصل فيه لاتفاق لوقف إطلاق النار ستكون هناك استجابة فورية نظراً للحاجة الملحة والعاجلة على الأرض.
حول ما إذا كان قد تم التوصل الى مبالغ معينة بالنسبة للمساعدات خلال المؤتمر.. قال وزير الخارجية إننا نجمع وهناك اعلانات كثيرة، والأرقام مبشرة ونحن نجمع الكل وسيتم إعلانه فى حينه.
حول سؤال لـ»الجمهورية» بشأن ازدواجية المعايير وعجز المجتمع الدولي.. قال وزير الخارجية إن حل هذا الأمر من خلال أن تكون هناك إرادة سياسية، ويتم تطبيق معيار واحد على الجميع، وإذا كانت هناك دولة تخالف القانون الدولى بشكل ممنهج لابد من محاسبتها، وهذا أمر واضح للغاية بأنه لا يمكن أن نفترض أن هناك دولة فوق القانون لأن ذلك سيشجع ويحفز دولا أخرى على أن تأخذ القانون بيدها وبالتالى نطبق شريعة الغاب وليس القانون الدولى والقانون الدولى الانساني، وبالتالى لابد أن تكون هناك إرادة سياسية وهذه مرهونة بالدول الكبري، فالدول الغربية وهى الموجودة فى مجلس الأمن ولديها سلطة وتستطيع أن تفرض إرادتها من خلال أن يكون هناك ثمن لأى انتهاك لحقوق الإنسان والقانون الدولي، فلابد أن يكون لذلك ثمن ولا يمكن القبول بأى افلات من المحاسبة جراء الانتهاكات السافرة التى تمت.
حول وجود وفدين من حماس وفتح بالقاهرة، وما اذا كان سيقبلون بعودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى غزة من جديد.. قال الدكتور بدر عبدالعاطى ان الموقف واضح تماما وبالتأكيد أن السلطة الوطنية الفلسطينية هى السلطة الشرعية، وقطاع غزة هو جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وبالتالى انه إذا كنا نتحدث عن الوحدة العضوية للضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالى من الاولى والطبيعى أنه بالتأكيد السلطة الوطنية الفلسطينية هى السلطة الشرعية وهو أمر مهم جدا ويمثل الموقف الشرعى والرسمي، وهو ما نعمل على تجسيده على أرض الواقع.
أوضح وزير الخارجية أن هناك إجماعا وتطابقا فى المواقف من جانب كل الدول والمنظمات على الرؤية المصرية فيما يتعلق بالعمل على وقف إطلاق النار بشكل فورى والنفاذ الكامل للمساعدات، وهذا سيكون مرتبط به ثلاث مسائل، الأولى بالتأكيد هى الاستجابة الفورية للاحتياجات العاجلة فهناك تجويع وبالتأكيد سياسة تجويع يتم تطبيقها على أرض الواقع، وبالتالى إذا كنا قبل 7 أكتوبر كانت تدخل أكثر من 700 شاحنة فى اليوم ولكن اليوم يدخل ما لا يتجاوز 40 أو 50 أو 60 شاحنة، وهذا لا يكفى على الاطلاق وهناك مجاعة بالفعل فى قطاع غزة.. لافتا ان النفاذ الكامل للمساعدات يعنى أن يكون هناك استجابة مباشرة للاحتياجات على الأرض.. مبرزا النقص الشديد جدا لمياه الشرب ونقص شديد فى التجهيزات الخاصة بالصرف الصحي، وهناك أيضا حاجة ماسة للأدوية والخدمات الصحية، فكل هذه مشروعات تعافى مبكر جنبا إلى جنب مع المساعدات العاجلة وهو المطلوب بشكل فورى الان بمجرد التوصل لوقف إطلاق النار، فهذا يمهد ويؤسس لمرحلة أخري، وبالتأكيد هى مرحلة إعادة الإعمار، وهناك بالفعل دراسات موجودة، وهناك رغبة دولية فى المساعدة فى هذا الجهد الكبير ولكن كل شيء مرهون بوقف العنف.