ملتزمون بالقرار 1701 للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها
قال الرئيس اللبنانى جوزاف عون، فى المؤتمر الصحفى المشترك مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس إن لبنان تتطلع إلى استقرار حقيقي، والاستقرار لا يقوم إلا على سلام دائم.. وهذا السلام الدائم لا يبنى إلا على العدالة والعدالة لها تعريف واحد، ان تعاد كل الحقوق إلى أصحابها، وهذا ما أكدته الدول العربية فى مبادرة بيروت للسلام 2002، وهذا ما نتطلع إلى تجسيده فى أقرب وقت.. وبهذا السلام تقوم دولة فلسطين المستقلة.. وبه نكافح الإرهاب والتطرف وتقاوم الفقر والجوع ونهزم الإقصاء والإلغاء.
أضاف عون إن ذاكرة الناس هى مستودع الحقيقة الأكثر صدقًا وعمقًا. فعندما يقولون إن مصر أم الدنيا، وإن بيروت ست الدنيا، فإنهم يعبّرون عن وعيٍ فطرى بأننا إخوة أشقاء، منذ أزل الدنيا وحتى أبدها. هذه الأخوة ليست مجازًا، بل هى من عمر التاريخ. فى معبد الكرنك، نجد نقشًا عن جبيل يعود لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، وفى قلوبنا جميعًا نقوشٌ عن هذه الأخوة، باقية لآلاف السنوات القادمة.
منذ البداية، جمعتنا نوازع الحرية. حين أُسكتت أقلام بيروت، فاضت على ضفاف النيل أدبًا وصحافةً وسياسة. ويوم حريق القاهرة، اتشحت بيروت بالسواد. اليوم، هذه الأخوة أمانة بين أيدينا، نجددها فى عالمنا المعاصر، ونبعث فيها الحياة من جديد، كى تبقى فاعلة وخلاقة فى منطقتنا العربية الراهنة.
تجديد هذه الأخوة فى زمننا هذا يتطلب ترسيخها على مفهوم عروبة المستقبل، لا الماضي. أى أن تقوم على ضمان مصالح شعوبنا، فى عصرٍ ثوريٍ يتطور ذاتيًا وبشكل لحظي. أضاف عون: من هنا، أدعو مجددًا إلى قيام نظامٍ للمصلحة العربية المشتركة، تكون أولى ركائزه إنشاء هيئةٍ جدية تنظم المصالح المشتركة بين دولنا وشعوبنا، ونسعى من خلالها إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة، قد تبدأ بخطوة واحدة فقط بين بلدين، ثم تتوسع جغرافياً وقطاعياً لتعمّ فائدتها شعوب منطقتنا كلها.
وأشار عون أن لبنان، كل لبنان، لا يمكنه أن يكون خارج هذه المعادلة. لا مصلحة لأى لبنانى أو لأى دولة فى منطقتنا فى أن تُقصى نفسها عن مسار سلام شامل وعادل. سلامٌ يبدأ من تأكيد التزام لبنان الكامل بالقرار الدولى 1701، للحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، مع التشديد على أهمية دور القوات الدولية «اليونيفيل» وضرورة وقف الأعمال العدائية التى تقوم بها إسرائيل، والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة لعام 1949، بما يضمن عودة الأمن والاستقرار إلى الجنوب اللبنانى والمنطقة ككل.
قال الرئيس اللبنانى: ندعو المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته فى الزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق الذى تم التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية فى 26 تشرين الثانى الماضي، والانخراط فى الانسحاب الكامل من الأراضى اللبنانية، وصولاً إلى الحدود الدولية المرسّمة والمعترف بها، وإعادة الأسرى اللبنانيين كافة.
مضيفًا: نؤكد حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الجارة سوريا، وأهمية التنسيق والتعاون بين البلدين فى مواجهة التحديات المشتركة، لا سيما ملف النازحين السوريين وضرورة تأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم. ولتحقيق ذلك، ينبغى على حكومتى البلدين الإسراع فى تفعيل اللجان المشتركة المتفق على تشكيلها، بما يضمن مصالح الشعبين.
يدعم لبنان كل الجهود الرامية إلى الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وتلبية تطلعات شعبها، ويرحب بقرار رفع العقوبات عنها، آملاً أن يُسهم فى تعافيها واستقرار المنطقة.
أضاف الرئيس اللبنانى أمامنا تحدٍّ حقيقي: تحدى السلام. نحن جاهزون له، ونقول للعالم: لا سلام ثابت ودائم إلا سلام العدالة.
نثق بأن العالم الساعى للسلام الحقيقي، وبفضل مساعدتكم، وبفضل اسماع مصر لصوتها وصوتنا، سيسمع وسيلبّى واجب الاستجابة.
واختتم عون بتوجيه الشكر للرئيس السيسى قائلاً: أعمق الشكر لكم شخصيًا، ولمصر الحبيبة، على كل ما قدمتموه، وشكر أكبر على كل ما ستقدمونه، كل يوم أكثر.
عاشت مصر، عاش لبنان.