حقوق الإنسان والديمقراطية الزائفة التى يحاول الغرب والولايات المتحدة التزى بها والتمسك بأهدابها بحجة أنهم رعاة للديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم ما هى إلا مظاهر خادعة بدرجة امتياز.. يسعون بها بين دول العالم الثالث الذى لا حول له ولا قوة.. سوى الخضوع والخنوع لكل ما يفرض.. لأنه بصريح العبارة لا يستطيع أن يبدى رأياً صريحاً فكل ما عليه أن ينصاع فقط لكل ما يفرض من جانب السادة الذين يمثلون القطب الأوحد فى هذا العالم أن نعيش فيه.
ومن هنا لا أجد مبرراً لهذا السجال الذى يدور حول سباق الرئاسة الأمريكى خاصة داخل دولنا العربية.. فتارة تجد من يتحمس بشدة لمرشح الحزب الجمهوري، وفى المقابل تجد الآخر يؤيد تأييداً منقطع النظير مرشح الديمقراطيين.. سجال لا ناقة لنا فيه ولا جمل هو شأن الناخب الأمريكي، وهناك لهم حسابات خاصة.. فآخر ما يمكن أن يفكروا فيه هو دولنا العربية وصالح المواطن العربي.. وبالتالى فالأمريكان تحكم اختياراتهم لمرشح الرئاسة عوامل تصب فى الأساس فى صالح المواطن الأمريكى دافع الضرائب وبالتالى فسواء فاز المرشح الجمهورى أو الديمقراطي.. فهو ينفذ سياسة مرسومة يسير على خطى مَنْ سبقه منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من مائتى عام.. ومن هنا فترتيب الأولويات لديهم تتمثل فى الداخل الأمريكى أولاً ثم بعد ذلك الحلفاء الأوروبيين من أعضاء حلف شمال الأطلسى «الناتو» الذين يمثلون «الظهر» الذى تستند عليه الولايات المتحدة فى سياستها الخارجية.
وأخيراً يأتى فى «ذيل» الاهتمامات الأمريكية دول العالم الثالث أو بالأحرى دول «تلقى المعونات الأمريكية».. وهنا الصورة قد اتضحت بما فيه الكفاية.. فلا يمكن للأمريكان أن يكونوا سنداً لأى قضية عربية بل إنهم يطلبون بصريح العبارة «ثمن» المواقف وهو ما حدث قبل عدة سنوات من احد رؤساء امريكا لذا فالاعتماد على السادة الأمريكان لم يجد ولن يجدى فى جميع الأحوال واعتقد التجارب السابقة معهم خير شاهد وأبلغ دليل.. وبالتالى سواء فاز المرشح الجمهورى أو الديمقراطى فلا يرجى الخير ممن هو «أب روحي» للكيان الصهيونى فى فلسطين الداعم والمساند بكل قوة للمجازر الإسرائيلية فى غزة وغيرها من دول العالم الإسلامي.. فالكل على علم بأن جسراً جوياً ساند إسرائيل خلال حرب أكتوبر المجيدة ولولا ذلك لكانت هزيمة إسرائيل تاريخية ولاستطاع أبطال الجيل الذهبى من جيش مصر تحرير سيناء بالكامل.. وذات السيناريو يتكرر الآن مع حرب غزة فلولا الدعم الأمريكى والسلاح المتدفق على جيش الحرب الإسرائيلى لنال هزيمة نكراء من هذه الفئة قليلة العدد والعدة.. ولكنها ــ عزيزى القارئ ــ السياسة «الأمريكية ــ الإسرائيلية» والتى تجذرت العلاقات فيما بينهما حتى قبل الخامس من مايو عام 1948، ولولا المساندة المادية والمعنوية لدولة الكيان الصهيونى ما كان لهذه الدولة اللقطية وجود.. ورغم كل ذلك تجد استثمارات عربية منتشرة فى معظم الولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا.. وكان الأولى أن توجه إلى دولنا العربية حتى نحقق فينا امرالخالق.. «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، ووعد رسوله «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته».
فمتى نعي؟.. حقيقة أنه «لا ديمقراطى نافع ولا جمهورى شافع.. افيقوا يا قومنا.. يرحمكم الله».