بكل الثقة ولأسباب موضوعية مجردة، فإنه لا مكان مطلقاً للخوف على مصر، أرضها ومائها ومقدراتها، أو القلق على شعبها وجيشها ومؤسساتها الوطنية وأمنها القومي.. فإن الله عز وجل قد منح مصر شعباً واعياً قوياً متماسكاً، يتسم نسيجه الوطنى بأعلى درجات المتانة والانصهار، يستحيل المساس به أو الاقتراب منه.. وقيض الله لمصر قيادة وطنية هادئة ومتوازنة.. وجيشاً هو بحق خير أجناد الأرض، عقيدته وطنية نزيهة وشريفة، يحمى الأرض والعرض، ينحاز دوماً إلى الشعب المصرى الأبي.. ومؤسسات وطنية تفتدى مصر بالغالى والنفيس.. بما يجعل من المستحيل على أى قوة عالمية أو إقليمية أو محلية أن تملى شيئاً على مصر أو تكسر إرادة المصريين أو تنال من عزيمة الشعب المصرى أو تمس العقيدة القتالية لجيش مصر العظيم.
نقول ذلك ونحن نرى ونرصد، استمراراً وإصراراً غير مسبوق لحملات أهل الشر وزيادتها، ونحن نقرأ تصريحات غير مسئولة لقادة دوليين أو رسائل تهديد ووعيد يطلقها البعض هنا وهناك، واستمرار مخططات تفتيت المنطقة وتحويلها إلى دويلات صغيرة تصبح معها اسرائيل القوة العظمى المهيمنة على الشرق الأوسط.. لكن هيهات هيهات أن يحدث هذا.
يرصد الجميع ما يدور على أرض غزة والضفة الغربية من حملات ممنهجة للإبادة الجماعية والتطهير العرقى ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني.. فيتفرق حلم العودة بين دول العالم، فى ظل صمت مريب مريع.. وأيضا ما يدور على الأرض السورية من ضرب للدولة الوطنية.. وما يجرى فى السودان وليبيا واليمن.. ويصبح الخوف أن يصيب مصر مكروه أو تطالها يد التفريق والتخريب.. لكن مصر جيشاً وشعباً فى أعلى درجات اليقظة لقهر كل المخططات والمؤامرات ودحر الألاعيب ووأد الفتن.
نرى ويرى العالم الاخوان المجرمين وأذرعهم الفاسدة يبثون دعايات سواء كاذبة ومضللة، يقودون بعض أجهزة الإعلام الدولية العمياء ويروجون للفتن والشائعات والأكاذيب أمام مؤسسات أممية ومنابر دولية يكيلون فيها الاتهامات لمصر الكبرى ويستهدفون الكيد لقادتها وللرئيس عبدالفتاح السيسى «شخصياً».. فإنهم لم ينسوا مطلقاً انحياز القوات المسلحة المصرية بقيادته إلى الشعب المصرى دفاعاً عن الدولة الوطنية المصرية.. وحتى لا تسقط مصر فى حرب أهلية لا أول لها ولا نهاية.. وتحرك الجيش بدافع الإحساس بالمسئولية الوطنية، ودرءاً للخطر الذى يحيط بمصر والمصريين.. فأنقذ مصر والمصريين من حكم جماعة شوفينية ارهابية سعت إلى تفكيك أوصال الدولة والنفاذ بسمومها إلى سائر مفاصلها.
رصدنا ويرصد العالم تلك التصريحات التى أطلقها الرئيس ترامب، المتعلقة باشتعال الشرق الأوسط والحرب على غزة والرهائن، بالإضافة إلى ما يجرى فى سوريا ومحاولات فرض تقسيمها وانهيار الدولة الوطنية وتفتيتها واستئثار الميليشيات المدعومة من دول بذاتها لتحويل سوريا بعد العراق إلى كيانات متناحرة يسهل ابتلاعها ثم إرهاب دول الخليج لإخضاعها لمخططات التطبيع «المجاني» مع اسرائيل أو تهديدها بالسيطرة على منابع النفط وتفكيك مجتمعاتها وإذابة بعض مكوناتها وإزالتها من خريطة الكون، كى تصبح المنطقة بكاملها «أرضاً محروثة ومحروقة» تيسر على صنيعتهم فى تل أبيب ابتلاع المزيد والمزيد من الأراضي.
لكننا أيضا ونحن نرصد كل ذلك، نثق تماماً فى الله، وفى قيادتنا وقدراتنا.. فإن الرئيس السيسى أكدها أكثر من مرة أن مصر تمتلك أقوى جيوش المنطقة.. وقال خلال الندوة التثقيفية «29» للقوات المسلحة المصرية إن الهزيمة الكبرى التى ألحقها الجيش المصرى بالخصم، كانت أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت إسرائيل لقبول السلام.. مؤكداً سقوط آلاف القتلى والمصابين فى صفوف العدو.. وأكد مراراً «اللى عاوز يجرب.. يقرب».. فهل بعد ذلك يمكن للقلق أن يجد مكاناً بيننا؟!
قالها الرئيس السيسى مؤكداً ومحذراً، ولكى تطمئن أفئدة كل المصريين: إن الجيش المصرى استطاع تحقيق النصر وهزيمة اسرائيل وإلحاق الخسائر بها مرة.. وقادر على فعلها كل مرة.
لا يمكن أبداً للمصريين أن ينسوا أنهم دفعوا ثمناً كبيراً وكبيراً جداً جراء أحداث 2011 وما أعقبها من تحول مصر إلى شبه دولة وخسائر مادية تلامس النصف تريليون دولار.. ولولا وثبة الشعب المصرى بمساندة الجيش العظيم، لتحولت مصر إلى عراق أو سوريا أو ليبيا أو يمن أو سودان جديدة.
من هنا، فإن الشعب المصرى قد استفاق بعد حكم الاخوان المجرمين ووعى مؤامراتهم.. فإن هولاء الذين ينفخون فيما يفرق أبناء الوطن لا يستهدفون إلا تحقيق مصالحهم الخاصة لدى من يمولونهم ويؤونهم ويوفرون لهم الملاذ والأبواق والأموال ويحشدون لهم ذباباً إلكترونياً يروج أكاذيبهم.. فإن الاستعمار الجديد، لا يمكن أن ينجح إلا بتأجيج عوامل الفرقة والاختلاف، فيضرب المصريون بعضهم ببعض، فيما يتفرغ أهل الشر لحصد المكاسب وحصر الأرباح والغنائم.
وإذا كان فى كل محنة «منحة».. فإن العام الأسود لحكم الإخوان المجرمين قد أسقط القناع عن الاتجار بالدين وكشف زيف المتاجرين وأذنابهم وتابعيهم وكشف للمواطن المصرى والعربى وحتى على مستوى العالم أنهم ليسوا إلا تجار شعارات لا يهمهم وطن ولا دين، وأن هدفهم فقط تحقيق مصالحهم ولو دفعوا ثمناً دماء الملايين من غير عشيرتهم.
الحقيقة المؤكدة، أن المصريين جميعاً يعلمون من هم «أهل الشر» وأرباب الفتنة، وأن كل أهدافهم الإساءة لمصر شعباً وحكومة وقيادة، وطمس نجاحات الشعب المصرى وتشويه إنجازاته وقيادته.. الآن المصريون بفضل الله ورغم كل الضغوط والتحديات، يضربون المثل أمام العالم أجمع فى الاصطفاف خلف الوطن، ووراء الرئيس عبدالفتاح السيسي.. لا يخافون أحداً ولا يخشون أحداً إلا الله عز وجل.. يلتفون حول قلب رجل واحد.. هدفهم الأسمى هو مصر.. أمنها القومي.. مصالحها العليا.. حماية ترابها ورمالها من دنس الغرباء وغير الشرفاء ودعايات الأعداء، الذين لا همّ لهم إلا هدم الدولة المصرية من داخلها وبأيدى أبنائها، حتى تخلو الساحة لأبناء صهيون كى يتسيدوا المنطقة ويحكموا كل العالم من هنا.. لكن الله يمهل ولا يهمل.