هذه كلمات – يعلم الله – انها مجردة وصادقة وعامة ولا تستهدف أشخاصاً محددين، لكنها ثقافات راسخة وأدبيات مستقرة فى بلادى التى اعشق ترابها وأقف على ناصية أحلامى أغرد منفردا، علّ الله أن يستعمل من عباده من يسمعها بقلبه وعقله، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وهى صرخة من مواطن يشعر بالقلق على مستقبل أمته، ويشعر بالتقصير فى أداء مهمته، ويرى أن الأمة المصرية تستحق الأفضل شريطة أن تدرك أن العمل فقط هو الطريق الذى يمكن ان يصل بنا إلى الوجهة التى نريدها – كما أعلنها رأس الدولة ذلك الرجل المخلص المصلح المعذب بالمعرفة – ودون سفسطة وجدل فارغ، بيد أننى أرى حزمة من السلبيات المجتمعية السلوكية القاتلة وتدور معظمها حول النقاط التالية :-
– عدم الإدراك الكافى الشامل للتحديات الحقيقية التى تواجه الأمة
– وعدم الشعور الفادح بالمسئولية الفردية والجماعية
– عدم قبول الآخر وفقا لنظام الشللية والحب والكراهية والمصالح المتشابكة .
>>>
-عدم قبول النقد مهما كان موضوعيا واعتبار اى حديث فى نطاق المسئول – اى مسئول – على أنه انتقاص وانتقاد شخصى لا يجوز ولا يليق ولا يصح
-عدم احترام السابقين واعتبار ان المسئول السابق – خارج نطاق الخدمة – فلا يجوز الاقتراب منه او التواصل معه فما بالنا بمطالبتنا بتكريمه او الاستفادة من خبراته التى اكتسبها طوال فترة بقائه فى منصبه
– الإيغال فى المكايدة من خلال شيوع النميمة واختلاق الشائعات ضد أشخاص بعينهم بحجة أنهم خارج السياق العام فى لقطة او ومضة من الزمن
– سوء اختيار الشخصيات لشغل وظيفة ما – كبرت أو صغرت – لا لشىء إلا لهوى فى نفس القائم بعملية الاختيار واعتبار عملية الاختيار حقاً أصيلاً للقائم بها دون غيره ولا شريك له فى اختياراته ولا يجوز انتقاد تلك الاختيارات وإلا ستكون العاقبة فادحة ووخيمة.
>>>
– اعتبار الشأن العام مستباحا ونزع القدسية عنه وهذه الاستباحة يشترك فيها بعض من هم فى السلطة والبعض الآخر ممن هم خارجها وكذلك بعض المؤيدين والمعارضين، الجميع يمارس نفس القدر من الاستهانة، فمن يجلس على كرسى المسئولية – أى مسئولية – يتصرف كأنها ملك خاص له يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون ويتعامل مع نطاق عمله على انه العالم الوحيد ببواطن الأمور، ومن هم خارج السلطة يظنون أنهم وحدهم العارفون والخبراء وهنا يختلط الأمر على المؤيد الغشيم والمعارض اللئيم
– يظن البعض ان بإمكانهم إقصاء كل المخالفين والمنافسين لهم حتى ينفردوا بالأمر – أى أمر – دون سماع صوت مختلف.
>>>
– وضع خطة لها صفة الديمومة لجز كل نبتة جديدة تصلح ان تكون كادراً او قيادة جديدة، ففكرة الاستعانة بالأقوياء والخبراء فى الصفوف الثانية باتت ضرباً من الخيال
– التفرغ فقط للتصريحات والصور والوعود البراقة دون الانتباه إلى العمل الحقيقى ومواجهة الواقع والالتحام به واعتبار التصريحات والأخبار هى الغاية الأسمى من شغل الوظيفة
-الاستمرار على كرسى المسئولية رغم الفشل فى اداء المهام الموكولة للشخص المسئول وعدم القدرة على اتخاذ قرار بالاستقالة او الانسحاب مفسحا المجال لغيره فلربما نجح فيما فشل هو فيه
– الجلوس فى مقاعد الممتعضين وتبنى وجهات نظرهم فى الخفاء استرضاء لهم، والظهور أمامهم بأنه غير مقتنع بالكثير من الأمور لكنه لا يستطيع مواجهة ذلك .
>>>
هذه سلوكيات وثقافات رأيتها ولازلت، وتتبعتها وحاولت مواجهتها لكننى – باختصار – فشلت، فالخرق قد اتسع على كل محاولات الرتق، ولن أجد خيراً من ذلك التحذير الإلهى الأكبر وأصرخ به فى البرية وأقول « لا تخونوا الله » فكل من يعبد هواه فقد خان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.