بعد التعدى عليه من قبل المستوطنين وفى حراسة جنود الاحتلال اختفى حمدان بلال الفلسطينى من قرية سوسيا جنوب الضفة الغربية المحتلة الاعتقال انتقاما منه لتمسكه بمزرعته ولمشاركته فى فضح جرائم المحتل وعملية التهجير القسرى التى يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين فالواقعة عادية فى الظروف التى يمر بها شعب فلسطين من 80 سنة.
لكن بالنسبة لحمدان الفلسطينى فالانتقام مزدوج لكونه فلسطينى ولمساهمته مع باسل عدرا ابن قرية مسافر يطا بالضفة الغربية أيضا وكل من الصحفى الاسرائيلى يوفال إبراهام والناشطة راشيل تسور فى فضح جرائم اسرائيل امام الغرب من خلال اخراج الفيلم الفلسطينى النرويجى «لا أرض أخرى» الذى عرض ضمن فاعليات مهرجان برلين فى دورته 74 وفاز بجائزتى أفضل فيلم وثائقى فى المهرجان إضافة لجائزة الجمهور برنامج البانوراما لأفضل فيلم وثائقى.
فيلم «لا أرض أخرى» سلط الضوء على الانتهاكات الاسرائيلية ضد أهالى منطقة مسافر يطا وعمليات التهجير القصرى التى يتعرضون لها منذ عقود وعلى الرغم من صمودهم فإن الضغط يزداد وسط صمت المجتمع الدولى منطقة مسافر يطا تواجه مخططات إسرائيلية لتهجير جميع سكانها بعد صدور حكم المحكمة الإسرائيلية العليا باعتبار المنطقة مخصصة للتدريبات العسكرية فى حين تتواصل عملية بناء المستوطنات بدلا من القرى والتجمعات الفلسطينية المحدودة والموجودة فى المنطقة والتى لا يتعدى عددها ست تجمعات سكنية من الجنوب تحت الانتهاكات وتجفيف منابع الحياة تركها معظم سكانها بحثا عن الامان فمنذ 7 أكتوبر تحت وطأة الحصار الاسرائيلى ومنع إيصال المياه للبيوت الصغيرة وهو المشهد الذى وثقه الفيلم.
أظهر الفيلم فى مقارنة واقعية بين حياة المستوطنين الموجودين فى منطقة مسافر يطا وهدم منازل الفلسطينيين بالجرافات وقطع المياه وخطوط الكهرباء التى تغذى المساكن الفلسطينية المتواضعة فى المنطقة وعنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين بحماية الشرطة الاسرائيلية سواء كان قبل 7 أكتوبر أو بعدها المسألة مستمرة وجولات الرعب الذى يعيش فيه أهالى مسافر يطا وبين حياة المستوطنين التى ينعمون فيها بالرفاهة الفرق ليس فى فى الوجود والمعاناة داخل ارض فلسطين المحتلة الصعوبة حتى فى الخروج منها فالمخرج باسل عدرا يقول ان رحلته لبرلين لم تكن سهلة بخلاف المعاناة التى يواجهها الفلسطينيون للخروج من الضفة الغربية بسبب التفتيش والاعتراضات الامنية المحتملة فإن الحصول على تأشيرة لم يكن سهلا للفلسطينى الصمود الفلسطينى لم يتغير عبر الاجيال وليس صحيحا ان الآباء والاجداد كانوا أكثر صمودا بل الشباب اليوم أكثر وأكثر صمودا رغم تزايد القمع اليومى والانتهاكات وتنفيذ اسرائيل لسياسة الفصل العنصرى الممنهج والأكثر عنفا من اجل اجبار التجمعات الاصغر على الرحيل من أماكنها وهذا ما تفعله الآن اسرائيل فى الضفة وتمارسه بعنف وقسوة فى غزة.