قال وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، إنه ليس من السهل الاتفاق مع الولايات المتحدة على الجوانب الرئيسية لاتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب فى أوكرانيا، وشدّد على أن روسيا لن تسمح لنفسها أبدًا بالاعتماد مرة أخرى اقتصاديًا على الغرب.
وأضاف فى مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت»، ردًّا على سؤال عمّا إذا كانت موسكو وواشنطن قد اتفقتا على بعض جوانب اتفاق سلام محتمل: «ليس من السهل الاتفاق على الجوانب الرئيسية للتسوية. إنها قيد النقاش»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
قال فى المقابلة التى نُشرت فى عدد أمس الثلاثاء: «إننا ندرك تمامًا شكل الاتفاق الذى يمكن أن يضمن المنفعة المتبادلة، وهو أمر لم نرفضه قط، كما ندرك تمامًا شكل الاتفاق الذى قد يقودنا إلى فخّ آخر».
كما صرّح الكرملين، يوم الأحد، بأنه من السابق لأوانه توقّع نتائج من المضى فى استعادة العلاقات الطبيعية مع واشنطن.
أشار لافروف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين، حدّد بوضوح موقف روسيا فى يونيو 2024، عندما طالب أوكرانيا رسميًا بالتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وبسحب قواتها من كامل أراضى أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها تابعة لها.
أضاف: «إننا نتحدث عن حقوق سكان هذه الأراضي. ولهذا السبب، هذه الأراضى غالية علينا، ولا يمكننا التخلى عنها».
وتسيطر روسيا حاليًا على ما يقلّ عن 20 بالمائة من أوكرانيا، بما فى ذلك شبه جزيرة القرم التى ضمّتها روسيا عام 2014، وأجزاء من أربع مناطق أخرى تقول روسيا الآن إنها جزء من أراضيها، وهو ادعاء لا تعترف به معظم الدول.
أشاد لافروف بـ»الإدراك السديد» لدونالد ترامب، وبتصريحه بأن الدعم الأمريكى السابق لمساعى أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسى كان سببًا رئيسيًا للحرب.
شدّد على أن النخبة السياسية الروسية لن تسمح بأى إجراءات تُعيد روسيا إلى الاعتماد الاقتصادى أو العسكرى أو التكنولوجى أو الزراعى على الغرب.
من جهته، أكد مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستيفن ويتكوف، أن واشنطن تمضى قدماً فى المفاوضات مع موسكومن أجل إنهاء الحرب فى أوكرانيا.
وتابع ويتكوف فى مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أن المفاوضات التى عقدت فى سانت بطرسبورغ قبل أيام سمحت له بإدراك أن «الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يريد سلاماً دائماً».
كما أردف:» أعتقد أننا على وشك الوصول إلى شيء سيكون بالغ الأهمية للعالم بأسره».
إلى ذلك، أوضح أن القضية المركزية لحل النزاع تتجسد فى الأقاليم الخمس »القرم ودونيتسك ولوغانسك ومقاطعتى زاباروجيه وخيرسون« التى احتلتها روسيا سابقاً.
أشار إلى أنه عقد ثلاثة اجتماعات مع بوتين، لافتاً إلى أن اللقاء الأخير استمر نحو خمس ساعات، وكان مهماً جدا، مضيفاً أن مساعد الرئيس الروسى يورى أوشاكوف ورئيس صندوق الاستثمار الروسي، كيريل دميترييف، حضراه.
مع ذلك، أكد أن حل النزاع لا يقتصر على مسألة الأقاليم الخمس فقط.